بقلم: حسن المستكاوي
** أحيانا نشعر أننا نحارب طواحين الهواء.. فمن مارس الرياضة يدرك قيمها ومحاسنها وجمالها. ومن يتاجر بالرياضة لايعرف شيئا عنها.. ومن اسف أنها حرب قديمة نخوضها.. لكنها مجرد ضرب فى الهواء
** فى عام 2007 بدأت أطالب بأن تقوم قنوات الأندية التليفزيونية على المباريات المسجلة للفريق، وتغطية خبرية لمختلف الأنشطة الرياضية والأخبار الخاصة بالنادى وبأبطاله ونجومه فى كرة القدم وفى غيرها من اللعبات، هذا بالإضافة إلى توثيق تاريخه وأحداثه المهمة التى مر بها ويمر بها.. وهو ما يحدث فى مختلف قنوات الأندية فى دول العالم.. وضرورة الابتعاد عن البرامج التحليلية للمباريات وبرامج النقد حتى لا تصبح قناة كل ناد بمثابة السيف المشهر فى وجه التحكيم والأندية الأخرى بما يزيد من التعصب والاحتقان..
** لم أكن أخترع. فهكذا يعمل العالم الذى سبقنا بمسافات. لكن أحدا لم يسمع. وبمرور الوقت أصبح التعصب كرة نار لا تجد من يواجهها. لا يهم أن تحترق كرة القدم أو أن تحترق المدرجات أو أن تحترق الأخلاق.
** بالطبع ليست قنوات الأندية هى سبب الاحتقان والغضب والكراهية بين المتنافسين وبين الجماهير فهناك خفافيش تثير عمدا الفتنة على مواقع التواصل الاجتماعى لأسباب لا تخفى على أحد. وهناك شخصيات وإدارات أندية تعاملت مع الأزمات، بعنف وبإساءات
وباستعراض القوة وبالمزايدة بالجماهير، وبالتراشق أيضا.. ودخل المعركة بعض الإعلام الذى تبنى وجهات نظر أطراف الصراع الذى كان سابقا يسمى منافسة..
** لا يمكن لوزارة الشباب والرياضة التدخل بقرارات إدارية حاسمة لتطهير كرة القدم والاتحادات والأندية من حالات التعصب والعنف اللفظى والاشتباكات اليومية. وإلا أعتبر ذلك تدخلا حكوميا. مع أنه من الممكن أن يتم تكييف هذا التدخل فى الحالات الطارئة التى يصبح فيها التعصب والكراهية خطرا على المجتمع. لكن ماذا عن القانون؟ أليس هناك قانون جديد للرياضة صدر عام 2017 خصصت به مساحة للشغب والفوضى؟
** القانون موجود لكنه لا يطبق. والقانون يخترق كعادة قوانين أخرى، فتظهر تفسيرات وتبريرات لمواد إنفاذ هذا القانون بقوانين مضادة أيضا. وهو أمر ليس له مثيل فى العالم. فإما تحدد اتجاهات ومواضع وموانع كل قانون بوضوح ويتم الفصل بين هيئات ومجالات فى خلط عجيب. وإما تظل فوضى التعصب وحروب الكراهية.. فلا إصلاح حدث فى تاريخ البشرية بأى مجال دون قوانين مثل السيف، تبتر وتعاقب كل مخالف فيكون عبرة لغيره. ولأن صوت الفوضى صارخ فقد أصبح هذا الصوت نارا حارقة تهدد المجتمع الرياضى.. ومن أسف أنه مجتمع صامت، غاضب، متفرج، قليل الحيلة. يشعرباليأس...
** الحل ليس لجنة الحكام التى تضم شخصيات رياضية رائدة وزملاء وأساتذة.. لكن الحكمة وحدها والحكماء وحدهم لن يفعلوا شيئا بدون قانون..
** لقد ظهرت صفحات على مواقع التواصل تتحدث عن مكافحة التعصب وعن أن الأهلى والزمالك يد واحدة. ولكنها ليست مشكلة الأهلى والزمالك وحدهما. وإنما هى مشكلة كثير من الأندية وكثير من اللاعبين وكثير من المدربين وكثير من الإداريين الذين يحتجون على أتفه الأسباب وفى أتفه المباريات، وهم يعترضون ويثورون ويختلفون ويتبارزون. وتكون النتيجة نقل العراك إلى جماهيرهم، لأنه لا يوجد سيف قانون يحاسب ويردع ويشطب من يخالف ويثير روح الكراهية على حساب الروح الرياضية..
** هل وصلت الرسالة التى أرسلناها مئات المرات؟!.. عفوا هل تصلكم أصلا يا من يهمهم الأمر.. عفوا ما زلنا نحارب طواحين الهواء مثل دون كيشوت الذى توهم أنها شياطين ذات أذرع هائلة..!