بقلم: حسن المستكاوي
** هذه بطولتنا، بطولة كل المصريين. وواجبنا أن نعرض صورة حضارية، ممزوجة بالبهجة والسعادة. وهى ليست مجرد بطولة فى الملعب، ولاهى بطولة يخوضها المنتخب وحده، وإنما نحن فى قلب الملعب، ونحن أول من سيكون فى مقدمة اللاعبين. نؤازر ونساند ونهتف، ونغنى للفريق الذى يمثلنا، ويمثل مصر.. ومن حسن الحظ أننى عشت بطولات سابقة بدءا من عام 1974 و1986 و2006، وكم كانت البطولة الأخيرة رائعة فى كل شىء ومبهرة فى كل شىء.. وكم كانت العلاقة بين المواطن والمشجع مع علم الوطن أكثر روعة، وعلى مدى أيامها كان جمهورنا بأطيافه المختلفة وأعماره المختلفة أهم مشهد.
** أمسكوا بالعلم وأرفعوا العلم.. صدروا الصورة إلى العالم الذى يتابعنا.. فنحن نحب بلدنا كما كانت وكما هى وكما ستكون. فالأحداث الرياضية الكبرى عبارة عن مباراة حضارية، ورياضية وسياسية وإقتصادية وإجتماعية وثقافية وفنية.. وإفريقيا هى قارتنا، وهى جزءمهم من عمق الأمن القومى المصرى. لقد سافرت إلى كل بلاد القارة، وكم أحببتها بقدر ما أحببت الفطرة، وكم رأيت تقدير شعوب القارة للدور المصرى فى حركات التحرر الوطنى فى النصف الثانى من القرن العشرين..
** هذه بطولتنا جميعا، ليست بطولة المنتخب وحده، ولا هى بطولة اللجنة المنظمة وحدها.. ولاهى بطولة الحكومة وحدها. ونجاحها مسئوليتنا. وقد ساهم تنظيم كأس الأمم فى تطوير ملاعبنا، وتطوير صناعة كرة القدم فى مصر، وأصبحنا نمتلك 6 استادات تليق بريادة الكرة المصرية، كما ساهمت البطولة فى تطوير عمليات بيع التذاكر ودخول المباريات وتأمين الملاعب، لتكون مصر ثانى دولة تطبق أسلوب مونديال روسيا 2018. وامتد تطوير الصناعة إلى الاستعانة بجهاز إنديبا تى كير الذى يستخدم من قبل أكبـر الفرق الرياضية العالمية للعلاج من إصابات الملاعب العضلية والعظمية فى تقليل الآلام والالتهابات ويساعد على تجدد الأنسجة ويوفر الكثير من وقت الاستشفاء أثناء علاج إصابات الملاعب.
** أعلم أن الكثيرين يرون أن نجاح البطولة يعنى الفوز بها وباللقب الثامن، وبالطبع الفوز هو حبة الكريز التى تزين تورتة الحدث. هى الفرحة والفرح. لكن فى تاريخ البطولات الرياضية تباهت الشعوب بما قدمته من صور حضارية وبما قدمته من حالات البهجة والسعادة، وحسن الضيافة، وتصدير أفضل المشاهد إلى العالم. فنحن نستضيف قارتنا وأهل قارتنا، وعلينا أن نحتويهم، ونسعد بهم وبوجودهم. ومن يحب نفسه ومن يحب أولاده، ومن يتمنى لنفسه ولأولاده حاضرا ومستقبلا أفضل عليه أن يدرك جيدا أن إفريقيا تساوى عندنا محيطنا العربى القومى، وأن مصر عليها أن تكون علامة صناعية وتجارية فى قلب القارة وفى قلب محيطنا، وسندنا وظهرنا..
** إن كرة القدم والرياضة أهم وأقوى قوة ناعمة فى الكوكب الآن، هى القوة الناعمة الأولى قبل الفنون والأداب والثقافة والموسيقى والسينما والدراما. هى لعبة الأمم.. وهى اللعبة التى تخرج من أجلها ومن أجل انتصارتها شعوب العالم إلى الشوارع والطرقات والميادين بالملايين، احتفالا واحتفاء بالحدث وبالانتصار. وهى الحالة الفريدة التى لا تكررها الشعوب سوى فى حالة تأييد أو رفض واقع سياسى منذ بدأت الثورات البرتقالية فى شرق أوروبا.. وشعوب العالم تحركها انتصارات كرة القدم وتحركها اللعبة فى اليابان وفى كوريا وفى ألمانيا وفى إسبانيا وفى فرنسا، وفى غيرها من الدول كما هو نفس الحال فى مصر وفى غيرها..
** هذه بطولتنا وليس بطولة المنتخب وحده، ولاهى بطولة اللجنة المنظمة وحدها، ولا هى بطولة الحكومة وحدها.. تذكروا ذلك دائما.