بقلم: حسن المستكاوي
** يقولون دائما: «المهم النقط الثلاث».. يقولون ذلك لتمرير سوء الأداء أو عجائب الأداء.. وقلت كثيرا إن الأداء الجيد ينتهى غالبا بنتائج جيدة. والاستثناء هو الفوز بدون أداء.. لكن هل يطغى الفوز على التقييم الموضوعى لمستوى المنتخب الوطنى؟ هل تطور حقا أداء الفريق فى مباراة الكونغو عما كان عليه فى الافتتاح أمام زيمبابوى؟
** تقدمنا بهدف ثم أضاف صلاح الهدف الثانى. وفى الهدف الأول خطف المحمدى الكرة من براثن أحد الفهود، وليس سهلا أبدا أن تنزع فريسة من مخلب فهد، إلا أن المحمدى فعلها، فأدهشنا. ثم قدم لنا «تريزيجيه الحلو وصلاح الحلو» فاصلا من ترويض الوحوش.. عندما بدأ تريزيجيه رحلة هجوم من خط منطقة الجزاء، وأمسك بالكرة ومضى بالكرة، وجرى بالكرة، وراوغ بالكرة، ومرر إلى صلاح الكرة، وخدع صلاح دفاع الفهود، وسدد الكرة بقدمه اليسرى التى تبدو مثل كرباج ترويض الأسود.. وسجل، وتقدمنا بهدفين، وتبادلنا العناق والتهنئة، وقلنا الحمد لله من قبل ومن بعد، لأننا فزنا على الكونغو ثم تساءلنا: «كيف»؟!
** قدرت درجة الأداء الجماعى للمنتخب بخمسة من عشرة بعد المباراة مباشرة.. فالنضال يستحق درجة، والروح تستحق درجة، ومهارة تريزيجيه تستحق درجة وإبداع صلاح يستحق درجة.. ودفاعنا كله ومعه طارق حامد يستحق درجة.. لكن ماذا عن بناء الهجوم من وسط الملعب؟ وماذا عن تحركات الجناحين؟ وماذا عن وسط ملعب لا يسدد كرة، ولا يلعب الكرة إلى الأمام، ولا يسيطر على الكرة؟ وماذا عن تفوق الفهود فى الميدان، بالمهارات والتحركات والمخالب؟
** خطوط المنتخب متباعدة، وعناصر الخطوط أيضا متباعدة، ولولا براعة الشناوى والقائم والعارضة لسبق منتخب الكونغو فى التسجيل، ولعبنا 90 دقيقة ونحن نشعر أن عددنا أقل من عدد لاعبى الكونغو.. فهم يضغطون فى الأمام وينتشرون وينقضون. ويدخلون صندوقنا بعدد وافر من المهاجمين، بينما ندخل نحن صندوقهم بالنيات والأمنيات ومن بعيد وعلى استحياء. ولولا براعة تريزيجيه وصلاح لكان هدف المحمدى هو طوق النجاة الوحيد.
** هناك أدوار تحتاج إلى تفسير؟ فأين عبدالله السعيد المايسترو والموزع والمعلم والأسطى وكل هذا وأكثر منه؟ أين كان؟ وأين الننى كلاعب وسط يبنى فيكفى المنتخب مدرعته طارق حامد الذى يتصدى لهجوم المنافسين؟ وأين مروان محسن كرأس حربة مهاجم مؤثر.. مقارنة بكل من جوناثان بولينيجى وباكامبو وميشاك إيليا وتريزور مبوتو أليس كل هؤلاء مهاجمين مؤثرين وفاعلين؟
** أساند المنتخب.. وانفعل بمباريات المنتخب.. وأحب المنتخب.. وأتمنى فوزه وانتصاره.. لكن علينا أن نظهر الأخطاء والسلبيات لإصلاحها.. وعلى الفنيين فى الجهاز دراسة أسباب ضعف الالتحام والانتشار وأسباب غياب بناء الهجمات والسيطرة الميدانية..؟
** قال هانى رمزى إن أداء الفريق «يتطور بشكل ملحوظ مباراة بعد مباراة».. والحقيقة أن معيار قياس التطور أترجمه بقدرة الفريق على صناعة الفرص، وقد فعل ذلك بصورة أفضل فى مباراة الافتتاح أمام زيمبابوى خاصة فى الشوط الأول، بينما لم يفعله بنفس الدرجة أمام الكونغو.. فأين هذا التطور يا هانى؟