بقلم: حسن المستكاوي
** سوف يمكث يورجن كلوب أيامه القادمة يصلى من أجل تجاوز عقبة برشلونة فى مباراة العودة. وسيكون صعبا على مشجعى ليفربول حمل رايات بعنوان «مدريد 2019» مرة أخرى، عند لعب مباراة العودة، بعد هذا الذى جرى فى مباراة الذهاب بسبب ميسى، اللاعب الذى يملك أفضل مهارة لكل العصور فى التاريخ. واللاعب الذى لا يمكن إيقافه والحد من خطورته إلا فى حالات نادرة تعد على أصابع اليد الواحدة.
** كم هى قاسية تلك اللعبة. فحتى الدقيقة 75 كان ليفربول متفوقا ميدانيا لا سيما فى الشوط الثانى. وبدا الفريق الإنجليزى قريبا من التعادل، وكان أقرب للفوز فى بداية المباراة قبل أن يسجل سواريز هدف برشلونة الأول فى الدقيقة 26. وأهدر نجوم ليفربول فرص التعادل وفرص التقدم، وفرص العودة من برشلونة بنتيجة تدفع الفريق إلى المباراة النهائية. نعم لعب ليفربول بحيوية، وبشجاعة، وبمرونة، وكان الشوط الثانى تحديدا من أفضل الاشواط التى لعبها الفريق الإنجليزى العريق.. لكن ميسى لا يستسلم.
** لم يكن الهدف الثانى الذى سجله الساحر ميسى هو أفضل أهدافه. كان هدفا عاديا لكن يحسب له أنه كان هناك فى المكان المناسب وفى اللحظة المناسبة. ففى أحيان كثيرة يكون تحرك اللاعب ووجوده فى المكان من مهاراته الأساسية. إلا أن ميسى يملك مهارات غير عادية. ليست مجرد مهارات أساسية. فالعالم كله يعلم قدره كلاعب وقدر موهبته العبقرية. إلا أنه بتلك الموهبة يهزم خصومه دائما.
** حين سجل ميسى هدفه الثانى والثالث لبرشلونة بتسديدة رائعة وساحرة قفز المحللان جارى لينكر وريو فرديناند فى الهواء فرحا وانبهارا بالهدف وهما إنجليزيان، لكنهما لم يتحيزا ضد المتعة والإبداع والمهارة. هتفا من أعماقهما للموهبة الارجنتينية العبقرية. هتفا للجمال ولكرة القدم الجميلة.. وهما شأن غيرهم من المحللين ومن المعلقين. يمارسان المهنة بلاعنصرية، وبلا تعصب، وبلا تحيز ضد الآخر. ولم يطعن إنسان أبدا فى مهنيتهما وفى وطنيتهما..!
** لعب يورجن كلوب مهاجما. فهو يقود فريق كبير. والفرق الكبيرة تهاجم وتدافع. وكان عليه أن يحرم برشلونة من بناء الهجمات من وسط الملعب، ورقابة ميسى وهو يتحرك فى جناحه الأيمن.. ونجح يورجن كلوب بأسلوبه فى الضغط العالى فى الحد من أخطار برشلونة حتى خطف سواريز الهدف الأول فى أحد الدروس العملية للمهاجمين وكيف يسجلون من أنصاف الفرص. وحسب تعليق الخبراء. كان محمد صلاح مصدر الخطر الأول على مرمى برشلونة وحصل على درجة 7 من عشرة مرات ودرجة 6 من عشر فى مرة أخرى. لكنه أهدر فرص التهديف التى لاحت له ومنها فرصة فى نهاية المباراة، لكن كرته القوية ذهبت إلى القائم، وفى تحليل الخبراء ليس ذلك سوء حظ أو عدم توفيق. وإنما عدم دقة!
** خرجت الجارديان بعنوان لم يعجبنى، لكنه يكشف قيمة صلاح، عند الإنجليز. إذ كان العنوان: «مهارة ميسى التى لا تقارن تذكر صلاح بأنه سيد اللعب بالقدم اليسرى».. وهذا صحيح. كذلك الصحيح أيضا أن قدم صلاح اليسرى وضعت فى ميزان أمام قدم ميسى اليسرى. فيا له من تقدير لقدم محمد صلاح!
** أرى الأمر بتلك الصورة ففكروا فيه بتلك الطريقة، مما يخفف من خسارة ليفربول بثلاثة أهداف وقد كان الفريق الأفضل فى عقر دار برشلونة، وأمام 98 ألفا و296 متفرجا بالضبط. بدون تقريبا أو حوالى، أو ربما..!