بقلم : حسن المستكاوي
**من ذاكرة الأمم الإفريقية (2)
** بعد الفوز بكأس الأمم عام 1986، دخل المنتخب الوطنى فى مرحلة الخروج من الدور الأول أو من دور الثمانية، واستمر على هذا الحال حتى بطولة بوركينا فاسو عام 1998. وفى تلك الفترة، وقبل السفر مباشرة لخوض النهائيات عقد الكابتن محمود الجوهرى رحمه الله مؤتمرا صحفيا، وقال: «تصنيف المنتخب فى البطولة فى المركز الثالث عشر».. وكنت حاضرا هذا المؤتمر، بل وكنت أجلس بجوار الجوهرى. وهو لم يقل أبدا أننا سوف نحصل على المركز الـ 13. ولكنه كان يتحدث عن تصنيف.. وقد نسب للجوهرى أنه قال «فرص فوزنا بالبطولة تكاد تكون معدومة»..
** تعرض مدرب المنتخب لهجوم عنيف من الجمهور والصحافة ومن مسئولين أيضا، وقيل له: لماذا نشارك فى البطولة إذا كنا سنحصل على المركز الثالث عشر. كما تعرض للهجوم بسبب ضمه حسام حسن (32 سنة ). وكان مجتمع كرة القدم مستعدا لتصديق أن فرص المنتخب معدومة من واقع السنوات العشر العجاف التى عاشها المنتخب من 1988 إلى 1998.. بجانب وقوع الفريق فى المجموعة الرابعة مع زامبيا والمغرب المتأهلة لكأس العالم فى فرنسا وموزمبيق.
** كان الجوهرى سعيدا برواج فكرة الفرص المعدومة، لرفع الضغوط عن الفريق، وتحت شعار «التمثيل المشرف» سافر المنتخب إلى مدينة بوبو ديولاسو ببوركينا فاسو، وأقصى آمال المصريين هو التأهل إلى الدور التالى لحفظ ماء الوجه.
** بدأ المنتخب البطولة وبدأت المفاجآت، ففى أول مباراة سجل حسام حسن هدفين فى مرمى موزمبيق، ثم فاز الفريق بثلاثة أهداف نظيفة على زامبيا ليصبح المنتخب المصرى هو أول منتخب فى البطولة يضمن التأهل لدور الثمانية دون النظر إلى نتيجة اللقاء الأخير أمام المغرب.
** لعب المنتخب بطريقة دفاعية أمام المغرب، ولم يكن الجوهرى مهتما بالفوز فيما كان المصريون فى القاهرة يهتمون بالفوز لإزالة ما يسمى بالعقدة التى صاحبت الفريق سنوات. وخاض المنتخب المباراة بدون بعض نجومه الأساسيين، وطرد مدحت عبدالهادى فى الشوط الأول، وفى الدقيقة 91 سجل مصطفى حاجى هدفا رائعا أصاب مرمى نادر السيد وأصاب جماهير المنتخب بإحباط على الرغم من عدم تأثير الفوز المغربى على تأهل الفراعنة لدور الثمانية لكن أسود الأطلسى كانوا على موعد مع الفوز فى الدقيقة 91 بهدف رائع لنجمهم مصطفى حاجى. وكان هو الهدف الوحيد الذى هز الشباك المصرية.
** لعب المنتخب فى دور الثمانية مع كوت ديفوار وفاز بركلات الجزاء الترجيحية 5/4. بعد مباراة عنيفة انتهى وقتها بالتعادل السلبى. ولن ننسى فرحة الجوهرى بتلك النتيجة وبالركلة الخامسة التى حسمت الفوز. وفى الدور قبل النهائى قابل المنتخب أصحاب الأرض بوركينا فاسو وفاز 2/صفر سجلهما حسام حسن الذى أصبح هداف الفريق والبطولة برصيد 7 أهداف، وكان من نجوم الفراعنة حازم إمام صاحب الكعب الشهير لحسام حسن، وأحمد حسن صاحب الهدف العجيب فى مرمى حنوب إفريقيا فى المباراة النهائية إلى انتهت بفوز مصر وضمت قائمة النجوم هادى خشبة، ومحمد يوسف، وعبدالستار صبرى، والششينى، وعبدالظاهر السقا، وسمير كمونة، ومحمد عمارة، وهانى رمزى، ليعود المنتخب منتصرا من بوركينا فاسو، وليس منكسرا كما توقع الذين هاجموا الجوهرى.
** عاد المنتخب إلى مطار القاهرة ليجد رئيس الجمهورية فى انتظار الفريق تكريما للإنجاز الذى تأخر 10 سنوات.
نقلًا عن الشروق القاهرية
المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع