بقلم: حسن المستكاوي
** حتى الدقيقة 82 والفريق متأخر ومهزوم، كنت أرى أن المنتخب الأولمبى قدم عرضا أفضل كثيرا أمام غانا من هذا العرض الذى قدمه الفريق أمام مالى فى مباراة الافتتاح. فالمسألة لا ترتبط بالنتيجة وإنما بالأداء. لكن المنتخب بالفعل لعب بروح عالية، وهو أمر طبيعى وبديهى أن نمارس كرة القدم بتلك الروح. وكانت عند اللاعبين عزيمة وإصرار على العودة للمباراة. وهو أمر طبيعى أيضا أن نمارس كرة القدم بإرادة وعزيمة شأن ممارسة العالم كله للعبة بنفس المنطق.
** فوز جميل لأنه تحقق بدراما ومعاناة. بجانب أنه اسفر عن تأهل المنتخب إلى الدور قبل النهائى فى بطولة نرغب فى الفوز بها وليس بمجرد التأهل إلى طوكيو.. لكن ما هو الفارق بين الشوطين الأول والثانى للمنتخب أمام غانا؟ وما هو الفارق بين أداء الفريق فى الافتتاح مع مالى وبين أداء الفريق مع غانا؟
** أولا هناك ضغوط شديدة على اللاعبين وعلى الجهاز الفنى ويشهد على ذلك فرحتهم وتوترهم ودموع شوقى غريب التى أصابتنا بالقلق عليه.. وهذه الضغوط من رواسب أداء ومظهر المنتخب الأول فى كاس الأمم الإفريقية قبل أربعة أشهر. ثانيا هناك ضغط على اللاعبين وعلى الجهاز حيث نطالبهم جميعا بالفوز باللقب وليس بمجرد التأهل إلى طوكيو.
** ما حدث فى الشوط الأول أمام غانا سبق وتكرر مع جنوب إفريقيا فى مباراة ودية ومع مالى فى الافتتاح.. فالفريق يبدأ متوترا، ويزيد التوتر مع تألق المنافس وسيطرته وامتلاكه للمبادرة. فالهدف المبكر للنجم الغانى يبواه صنع هذا التوتر الذى يمثل ضغطا إضافيا على اللاعبين بجانب الضغط الأول والثانى.. فضاع التركيز حتى سجل مصطفى محمد هدف التعادل عبر كرة عرضية مرسلة من أبوالفتوح.. وهى نفس اللعبة التى سجل منها مصطفى هدف الفوز على مالى فى الافتتاح، ليؤكد لنا مصطفى محمد أنه رأس الحربة المقاتل الجديد للمنتخب الأول بما يملكه من مهارات وثقة فى النفس، ورؤية لمرمى المنافس.
** أمام الضغوط يتراجع وسط ودفاع المنتخب أمام المنافس. وتترك له منطقة وسط الملعب. وقد كان الأداء فى الافتتاح مختلفا بسبب مالى حيث كانوا يضغطون فى ملعبهم وفى ملعبنا ولا يسمحون للاعبينا باستقبال الكرة أو بتمريرها وفرضوا على الفريق إرسال كرات طويلة عشوائية إلى الأمام لنقل الكرة من ملعبنا إلى ملعبهم لترد علينا بهجوم مضاد آخر. فكانت مباراة صعبة ومجهدة وهو أمر لم يمارسه أمامنا منتخب غانا الذى يلعب كرة قدم بمهارات جيدة للاعبيه، فكانت لدينا مساحات للتحرك والتمرير خاصة فى الشوط الثانى عندما انتفض لاعبو المنتخب الأولمبى فى صراع عنيف ونظيف وشرس من أجل الفوز.
** مساندة خط الوسط هجوميا لثلاثى المقدمة ضرورة. وفتح جبهة يمنى ضرورة فلا تكفى عرضيات أبوالفتوح ومهارات رمضان صبحى المقاتل الذى يبدو مثل أبطال الكوليزيوم الرومانى القدامى، مثل سبارتكوس الذى كان يحارب الأسود والنمور والمصارعين ويهزمهم جميعا.. هذا كله لا يكفى لفريق عليه أن يتسلح بالقوة الجماعية قبل قوة المقاتل رمضان.
** الجمهور كان رائعا فى تشجيعه للفريق. لم يتوقف عن المساندة والمنتخب متأخر. حرك الدماء فى عروق اللاعبين بهتافاته وبدعائه. وقد أشادت فاطمة سامورا ممثلة الفيفا بالجمهور المصرى وبالتنظيم. والإشادة فى محلها.
** مبروك للمنتخب الفوز.. واللعب بتلك القوة فى الدقائق الأخيرة والعودة إلى المباراة بانتصار والعودة بعد تأخر فى مرتين. برافو. وثقوا فى أنفسكم، والعبوا بهدوء وبشراسة أيضا. فتلك سمة كرة القدم الآن، واسعوا للفوز على الكاميرون بحذر وحساب. فكل نتيجة إيجابية تمنحكم ثقة وقوة.
وقد يهمك أيضًا:
كتابة التاريخ الرياضى وتصويبه..!
أرثر فريدرنيتش أم ميسي؟!