بقلم: حسن المستكاوي
** حصل نجم أوروجواى وريال مدريد فيديريكو فالفيردى على جائزة أحسن لاعب فى نهائى كأس السوبر الإسبانى، الذى أقيم بملعب الجوهرة المشعة فى جدة.. فهل حصل على الجائزة عن مجمل الأداء الذى قدمه فى البطولة.. أم على أدائه فى المباراة النهائية.. أم على البطاقة الحمراء التى أنقذت ريال مدريد من الهزيمة قبيل نهاية السوبر بأربع دقائق؟!
** القصة كلها لوغاريتم. فكيف يحصل لاعب مطرود على لقب الافضل؟ وقد بدأت الحكاية حين شن أتلتيكو مدريد هجوما مضادا قبيل نهاية الوقت الإضافى بأربع دقائق، وانطلق ألفارو موراتا بالكرة وكاد أن ينفرد بمرمى ريال مدريد، إلا أن فالفيردى لحق به وعرقله ليشهر له الحكم البطاقة الحمراء.. ولولا تلك العرقلة لربما سجل موراتا هدف الفوز لفريق أتلتيكو متخطيا العملاق ريال مدريد.. لكن النادى الملكى نجح فى إحراز كأس السوبر بالتغلب على أتلتيكو بأربعة أهداف مقابل هدف بركلات الجزاء الترجيحية..
** الهجوم المرتد هو أسلوب دييجو سيميونى صاحب الرداء الأسود، وفى هذا الأسلوب أوجه جمال وبراعة قد تضاهى أسلوب الهجوم الشامل بكتلة الفريق كله كما تفعل كثير من الفرق الكبرى فى عالم كرة القدم.. وهو أسلوب صعب كما أن الهجوم المضاد أسلوب صعب. وفى كرة القدم حين تقترن الصعوبة بالدقة، فإن ذلك يكون أداء جميلا.
** قال زيدان عن طرد فالفيردى «إنه فعل الصواب». وقال سيميونى عن طرد فالفيردى: «إنه فعل ما يجب أن يفعله. وأى لاعب فى هذا الموقف كان سيتصرف كذلك. أعتقد أن منح فالفيردى جائزة أفضل لاعب فى المباراة، هو منطقى، لأنه حسم الفوز لفريقه من خلال هذا الخطأ».. ووصفت صحف إسبانية تصرف فالفيردى بأنه شجاع..!
** يقولون: « فعل فالفيردى الصواب.. وأنه تصرف شجاع.. ماذا جرى لكرة القدم ولمن يقودون كرة القدم ويديرونها؟».
** أولا لم يكن مضمونا أن يسجل موراتا هدف الفوز بانفراده. فربما تصدى له كورتوا.. ثانيا العرقلة عمل غير مشروع. فهل أنتم تدعون لفعل كل ما هو غير مشروع لإنقاذ فريق أو لحماية مرمى. من أجل الفوز ببطولة. هل هذا هو الإنصاف والعدل فى الرياضة التى تعد أرقى وأكثر الأنشطة الإنسانية عدلا؟ ففى الرياضة يفوز غالبا الأسرع والأعلى والأقوى. وفى كرة القدم عموما يفوز غالبا الأفضل، وأقول غالبا لأن تلك هى القاعدة وإلا ما وجد ريال مدريد وبرشلونة وليفربول ومانشستر سيتى وبايرن ميونيخ والأهلى والزمالك والهلال والنصر..!
** فيديريكو فالفيردى لاعب مبدع ورائع ومهم، وهو من اكتشاف زين الدين زيدان.. ولا أعنى بكل ما سبق أنه لا يستحق الإشادة على أدائه لكنه لا يستحق الجائزة بدعوى أنه أنقذ فريقه وأنه فعل الصواب. ولا مانع أن يفعل الصواب بالعرقلة. لكن المانع أن يتوج بجائزة لأنه فعل ذلك ويوصف عمله بأنه شجاعة..
** كانت نهاية درامية لكأس السوبر الإسبانى الذى أقيم لأول مرة فى جدة وبمشاركة 4 فرق. وهى ريال مدريد وبرشلونة وبلنسيه وأتلتيكو مدريد. وكانت بطولة ناجحة سوف تقام فى العامين القادمين بمدينة جدة. وكانت المباراة النهائية أقيمت أمام جمهور غفير يقدر بـ60 ألف متفرج. فخرج المشهد الكامل رائعا من جميع الوجوه.. ويبقى اعتراضى على منح فالفيردى جائزة وهو مطرود.. ولعل اعتراضى مبعثه أنى مازلت أرى الرياضة بعين مختلفة، بعين مثالية ورومانسية.. تماما كما قال التونسى الهادى الجوينى وكما قال بوشناق وكما رأى كلاهما حبيبه!