بقلم: حسن المستكاوي
** كان فوز الهلال السعودى على الترجى التونسى بهدف مقابل لا شىء هو الفوز الثالث عشر للأندية الأسيوية على الإفريقية فى كأس العالم للأندية. مقابل فوزين لإفريقيا على أسيا. وهو الفوز الخامس للأندية العربية على نظيرتها الإفريقية فى البطولة نفسها، علما بأن أندية إفريقيا متفوقة على مستوى البطولات العربية.
** كان أول لقاء جمع بين أندية أسيوية وأفريقية عام 2000 عندما التقى النصر بنظيره رجاء البيضاوى المغربى واستطاع الفوز بثلاثية مقابل هدفين فى دور المجموعات وفى عام 2005، تكررت المواجهة بين الأندية الآسيوية بنظيرتها الأفريقية، حيث التقى الاتحاد بفريق الأهلى وتغلب عليه بهدف للاشىء وفى عام 2011، كانت المواجهة الثالثة بين أندية آسيا وأفريقيا العربية، بين السد القطرى والترجى التونسى، حيث خسر الأخير رهانه بهدفين مقابل هدف فى النسخة التى استضفتها اليابان وتوجت بها برشلونة. وعاد الترجى التونسى مرة آخرى ليصطدم بفريق عربى آسيوى عام 2018، عندما واجه العين الاماراتى فى اللقاء الذى خسره بثلاثية مقابل لا شىء وأخيرا فاز الهلال على الترجى بهدف للاشىء.
** توصف أسيا بأنها قارة كرة القدم فى القرن الحادى والعشرين، بينما كانت إفريقيا هى قارة القرن العشرين. ولاشك أن الكرة الأسيوية غنية، وليست فى حاجة كصناعة إلى هجرة نجومها إلى الشمال. وتلك الثروة جعلت الأندية الأسيوية تبدأ صناعة اللعبة من حيث إنتهى العالم المتقدم، سواء على مستوى الملاعب والتجهيزات الفنية والميدانية والإدارية أو على مستوى القواعد والنظم والقوانين. وبالثروة أيضا مزجت الأندية الأسيوية صناعة اللعبة بالعلم والتكنولوجيا وهذا أضاف إلى كرة أسيا تجديداو تميزا وقوة.
** كذلك لم يهاجر نجوم اللعبة فى أسيا إلى أوروبا، وإنما هاجر نجوم من العالم إلى أسيا، بحثا عن المال. ولعل الصين من النماذج الحية والدقيقة التى تجسد هذا المعنى بما تنفقه أنديتها على اللاعبين المحترفين. كذلك تتغير الأن خريطة الكرة الأسيوية بظهور قوى كانت خارج الخريطة قديما مثل دول أستراليا وفيتنام وإندونيسيا والهند وأوزبكستان، بعد أن ظلت المنافسة تقليديا بين شرق أسيا ممثلا فى اليابان وكوريا الجنوبية وبين غرب أسيا فى السعودية والإمارات والعراق والكويت وإيران.
** على مستوى مشاركات المونديال تفوقت الكرة الإفريقية دوليا وقدمت القارة نفسها كأفضل مصنع للمواهب والخامات الفطرية بهجرة ألاف اللاعبين إلى أوروبا وأمريكا والصين، ثم قدمت القارة نفسها كصناعة، وكإدارة، وهو ماتعيشه الأن كرة القدم فى أسيا.
** بدءا من عام 2021 سيكون هناك نظام جديد لبطولة كأس العالم للأندية التى تستضيفها الصين بمشاركة 24 فريقا وهو ما يبدو إنتاجا لمشروع الفيفا بتخصيص 25 مليار دولار من جانب مستثمرين للإنفاق على بطولتى كاس العالم للأندية وكأس العالم للمنتخبات فيما بين عامى 2021 و2033. حيث يتم زيادة عدد الفرق المشاركة ببطولة كأس العالم للأندية من ثمانية فرق إلى 24 فريقا، على أن تقام البطولة كل أربعة أعوام بدلا من إقامتها سنويا، فى حين تقام بطولة دورى المنتخبات كل عامين.
** ومن المنتظر أن يشارك فى البطولة 8 فرق من أوروبا، أبطال بطولتى دورى أبطال أوروبا والدورى الأوروبى خلال فترة 4 سنوات، و6 فرق من أمريكا الجنوبية، وثلاث فرق من كل من أفريقيا وآسيا ومنطقة الكونكاكاف، بالإضافة إلى فريق واحد من أوقيانوسيا.