بقلم: حسن المستكاوي
** هل تستمر اللجنة الخماسية برئاسة عمرو الجناينى لمدة عام فى إدارة الكرة المصرية أم تجرى انتخابات؟
** يطرح السؤال، وتطرح القضية، فى وقت المغادرة، فتكون الهرولة، وتكون القرارات غير المحسوبة وغير المدروسة. وأؤكد أننى أكنّ كل الاحترام للأستاذ عمرو الجناينى ولأعضاء اللجنة. لكن أتوقف عند مبدأ احترام التكليفات وتوقيتاتها، فقد بدأت اللجنة عملها بقرار لإدارة كرة القدم المصرية لمدة عام فلماذا بدأ الحديث عن استمرارها من عدمه، ولماذا وضعت اللجنة فى كفة والانتخابات فى كفة.. هل هى رغبة دفينة عند أعضاء اللجنة للاستمرار؟ الإجابة: أشك. هل هى رغبة دفينة عند الذين يرغبون فى الترشح لانتخابات الاتحاد منح اللجنة هذا العام ليتلاءم موعد الانتخاب مع القانون المصرى، فتكون مدة المجلس المقبل 4 سنوات؟ الإجابة: ربما.
** إنها نفس نوعية الجدل، والخلاف، وصعوبة كل شىء، فلا أمر يمضى سهلا وسلسا ويظل الأمر الأول هو استمرار عدم الالتزام بما يتخذ من قرارات، ويستمر إهدار وقت مذهل فى «ممارسة لعبة الكراسى الموسيقية»، وإذكاء المقارنات بين أشخاص، وهم تقريبا نفس الاشخاص الذين يمارسون اللعبة، فمن يسبق ويجلس ويطول جلوسه.. دون قطع خطوات ملموسة فى تغيير شكل وجوهر الكرة المصرية.. بجد حرام عليكم!
فلا رابطة أندية، ولا شركات كرة قدم، باستثناء ناديين أو ثلاثة، وتضارب مصالح واضح، ولا دورى محترفين، ولا صناعة ولا تطوير حقيقى وجاد للعبة، وخلط كبير بين نجاح أو فشل المنتخبات وبين إدارة شئون اللعبة محليا. وتكون النتيجة تقييما خاطئا وتقدير موقف خاطئ، وقرارا خاطئا.
** أضع بين قوسين واضحين أن نجاح تنظيم كأس الأمم الإفريقية وكأس بطولة المنتخبات الأوليمبية، وإخراجهما بتلك الصورة الرائعة والمبهرة فى زمن قياسى، لهو دليل على قدرة الدولة المصرية بأجهزتها المختلفة وليس دليلا على قدرة الاتحادات المختلفة فى إدارة شئون كرة القدم. وهذا شكل آخر من أشكال الخلط الخادع للناس، وهو أن توهم الرأى العام بأن نجاح تنظيم بطولات رياضية كبرى فى كرة القدم يعنى أن صناعة كرة القدم فى مصر مميزة وممتازة. وهو خلط ضمن مجموعة خلطات قديمة ولا تتوقف، جعلت فى بعض الأحيان من مركز إدارة كرة القدم فى مصر مطبخا يفرز كل أنواع الطعام الذى لا يمكن هضمه!
** إننا نتوقف دائما أمام حالة بائسة عندما تخفق المنتخبات فى البطولات أو فى كأس العالم كأن الصناعة هى صناعة منتخبات فقط. لكن فى الواقع اللعبة تعانى من كل الأشياء وليس شيئا واحدا.. مثل غياب الجماهير عن الملاعب قبل كورونا وبعدها، وعدم انتظام المسابقات المحلية، وضعف مستوى المنافسة والمباريات وغياب النجوم والمواهب، وغياب التدريب العلمى الحقيقى ونقص الملاعب، وارتباك سوق الاحتراف والمغالاة فى إعسار اللاعبين، وابتلاء الأندية بخسائر مالية باهظة، وارتباط أندية بشخصيات كبيرة تدعمها، وبدون هذا الدعم تسقط..
** على الرغم من الأخذ بنظام الاحتراف عام 1990 فقد اقتصر النظام على تقاضى اللاعبين لمرتبات خيالية بدون تقديم المقابل فى الملعب. ولم تلحق الكرة المصرية بالعصر سواء بالمستويات المنظورة الواضحة أو بالتفاصيل الصغيرة الغائبة عن أعين الجماهير والإعلام، والتى يفتش عنها الجميع فى لحظات الانكسار ولا يراها أحد ولا يفكر فيها فى لحظات الانتصار!
** متى تنتهى تلك الحالة التى جعلت أمورنا كلها صعبة فى لعبة للترويح والمتعة؟ متى يتوقف طبخ خلطات تقدم إلى الرأى العام، وهو غير قادر على قبولها أو هضمها، بل ويرفضها؟!