بقلم : حسن المستكاوي
** هل تتدخل اللجنة الأولمبية الدولية وتوقف النشاط الرياضى فى إيطاليا بسبب التدخل الحكومى؟!
** مبدئيا التدخل الحكومى فى الرياضة ممنوع بأوامر تشبه فرمان الباب العالى من جانب الفيفا واللجنة الأولمبية الدولية. وهناك شواهد كثيرة تشير إلى قوة هذا الفرمان، حيث أوقف الفيفا واللجنة العديد من الأنشطة الرياضية فى دول.. لكن أحيانا أشعر أن الفيفا مع دول يتجول إلى فيفى، وأن اللجنة الأولمبية الدولية تقرأ الميثاق الأولمبى على دول ثم تبدو أمية لا تقرأ على دول أخرى..!
** قبل يومين قررت الحكومة الإيطالية إنهاء سيطرة اللجنة الأولمبية على ميزانيات الاتحادات الرياضية المختلفة فى البلاد، على توزع تلك المخصصات المالية على الاتحادات الرياضية بواسطة شركة جديدة، بينما تتفرغ اللجنة الأولمبية لمتابعة النشاط الرياضى فى الاتحادات من الناحية الفنية، وتشرف على إعداد المنتخبات واللاعبين للدورات الأولمبية.
** القرار أثار أزمة عنيفة فى الحركة الرياضية الإيطالية، وقال رئيس اللجنة الأولمبية جيوفانى مالاجو: «إن قرار الحكومة يعد احتلالا وهذا التصرف ما كان ليحدث حتى فى أزهى عصور الفاشية. فاللجنة الأولمبية لن تتحول إلى وكالة رحلات».
** نائب رئيس الوزراء الإيطالى، ماتيو سلفينى رد على رئيس اللجنة الأولمبية الإيطالية وقال: «مالاجو يشعر بالقلق الشديد لأنه سيفقد الكثير من الأموال التى كانت تحت سيطرته.. إن أجور الرؤساء والمعاونين كبيرة للغاية، هناك الكثير من الأبنية، هذا هو القلق الذى ينتاب شخصا لم يكن يعتقد أن الأمور ستتغير ولكننا نريد شيئا مختلفا، الرياضة ليست مملكة»..!
** الرياضة قطعا ليست مملكة.. لكنى أنتظر رد فعل اللجنة الأولمبية الدولية على تلك الأزمة. فهل تعتبر قرار الحكومة الإيطالية تدخلا حكوميا يتنافى مع الميثاق الأولمبى أم أن الميثاق الأولمبى سيكون فى الحالة الإيطالية مجرد لعبة كلمات متقاطعة، تحتمل التفكير والتركيب والاختيار بين حروف؟!
** لقد أصاب التدخل الحكومى النشاط الرياضى ونشاط كرة القدم فى دول عديدة بالتوقف، مثل الكويت والهند وغانا وأوغندا، وغيرها.. والنقطة المهمة التى تستحق أن نقف أمامها هى أن النشاط الرياضى فى بعض الدول يستند على التمويل الأهلى والذاتى، وفى دول أخرى يستند على التمويل الحكومى، ومن يدفع عليه أن يقرر ويراقب ويحدد أوجه الإنفاق.. لكنه فى النهاية ميثاق أولمبى على الجميع، إلا إذا كان ميثاق أولمبيا على دول وأنشطة رياضية فى تلك الدول بينما يتحول إلى مجرد «ورقة لحمة» حين يأتى دور التطبيق على دول وأنشطة رياضية فى تلك الدول..وهى نفس القصة المكررة فى موضوع الفيفا الذى يصبح فيفى!
** الرياضة ليست مملكة بالتأكيد!
نقلًا عن الشروق القاهرية
المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع