بقلم: حسن المستكاوي
** هناك مسئوليات على كل فرد فى المجتمع، فيما يتعلق بالالتزام بالإجراءات الاحترازية الخاصة بمواجهة فيروس كورونا، وذلك حرصا على الصحة العامة، وحماية للناس وللمجتمع وللدولة من آثار هذا المرض الخسيس الذى أصاب الكوكب، وصحيح أن المرض يصيب أى إنسان متسللا، وقضاء وقدر، إلا أن من يمارس عملا عاما أو يشارك فى صناعة عامة حتى لو كانت كرة القدم عليه احترام المرض، واحترام الإجراءات، وعندما يصاب 18 لاعبا فى فريق واحد ومعهم جهازهم الفنى وطبيبهم، فإنه يجب التحقيق من قبل الإدارة فيما حدث وفهم ما حدث ومحاسبة المسئول عما حدث، لكن التعامل مع مثل تلك الخروقات بالشكوى والأنين، والشعور بالظلم فقط، فهو أمر يدل على أننا نعشق المزاح، وأساتذة فى الهروب من المسئوليات وفى دفن الرءوس فى الرمال..!
** حين علمنا بقصة إصابات لاعبى المصرى، طالبت إدارة النادى بالتحقيق فيما جرى ومحاسبة المسئول عن خرق القواعد الطبية، فإصابة 12 أو 16 لاعبا دفعة واحدة يعنى وقوع خطأ جماعى، فالقصة هنا ليست إصابة فرد أو شخص فى سوبر ماركت أو مول أو مترو، كما أن نشاط كرة القدم مثل أنشطة عامة أخرى عاد بشروط احترام الإجراءات الطبية، كذلك طالبت بالعدالة فى التعامل مع تلك الإصابة التى أصابت لاعبى المصرى، تماما كما تعامل الاتحاد مع إصابة لاعبى الإنتاج وترتب عليها تأجيل مباراتهم الأولى.
** ولكن انظروا كيف يتعامل العالم الآخر مع مثل تلك الإصابات والخروقات، وانظروا ماذا فعلت أسكتلندا إزاء خروج بعض اللاعبين عن القواعد والضوابط الاحترازية؟ وانظروا كيف يكون الحسم فى مواجهة المرض وفى محاسبة المسئولين عن خرق الإجراءات الاحترازية، وفى محاسبة اللاعبين؟ وانظروا كيف أعلن اللاعبون اعتذارهم كل على حدة وعن مسئوليته؟
** قررت الحكومة تأجيل مباريات لفريقى سلتيك وأبردين وقالت نيكولا ستورجن رئيسة وزراء أسكتلندا فى تصريحات نقلتها وكالة الأنباء الألمانية: «إن مسابقة الدورى المحلى قد تتعرض للإيقاف حال وقوع انتهاكات جديدة للقواعد والإجراءات ولنعتبر القرارات الصادرة بمثابة البطاقة الصفراء، وفى المرة القادمة ستكون البطاقة الحمراء لأنكم لن تتركوا لنا خيارا آخر».
** اعترف البلجيكى بولى بولينجولى مدافع سلتيك بأنه خاض مباراة الفريق أمام كيلمارنوك دون الالتزام بالحجر الصحى بعد زيارته الأخيرة إلى إسبانيا والتى لم يبلغ بها ناديه وأضاف أنه كان مخطئا كما قدم اعتذاره عن هذا الخطأ».
وأوضح سلتيك أنه لم يكن على علم برحلة اللاعب إلى إسبانيا لحين وقوع الحادثة، كما اعتذر النادى عن تصرف اللاعب وأوضح النادى فى بيان له: «لا نجد تفسيرا لهذا، وسيتخذ النادى إجراءات فورية من خلال لوائحنا الانضباطية».
** كذلك اعتذر ثمانية من لاعبى فريق أبردين لخرقهم إرشادات التصدى للفيروس ما نتج عنه تأجيل مباراة فريقهم أمام سانت جونستون، وأظهرت الاختبارات إصابة اثنين من اللاعبين بالفيروس فيما خضع اللاعبون الستة الآخرون للعزل الذاتى بسبب التقارب الشديد مع زميليهما».
** وقالت رئيسة وزراء أسكتلندا: «ما يؤسفنى هو أن بعض لاعبى كرة القدم فشلوا فى تحمل مسئولياتهم.. هذا غير مقبول، نطالب أفراد العامة بتقديم تضحيات ضخمة فى كيفية عيش حياتهم».
** بعض الأمراض التى تصيب الإنسان تهاجمه بوضوح وبقوة، وترفع حرارته وتصيبه بآلام، لكن خطورة كوفيد 19 أنه مرض خسيس، فهو قد يصيب الإنسان ويسكنه، بدون أن تظهر عليه أعراض، وتدور معركة بين الأجسام المضادة وبين الفيروس، ولا يعلم أحد نتيجتها!.
** الدرس أولا وأخيرا أن العالم الآخر أو الأول يحساب، ويعاقب، ويعرف فضيلة الحقيقة والاعتذار!.