بقلم : حسن المستكاوي
** «Do Or Die» كان ذلك عنوانا لصحف بريطانية قبل 24 ساعة من مباراة ليفربول ونابولى، وهو أمر يشبه إلى حد كبير مقولة: «إنها مباراة حياة أو موت» والتى تستخدم كثيرا فى المباريات العربية باعتبار أن مبارياتنا فى معظمها هكذا، حياة أو موت!
** مع ذلك كتبت الحياة لفريق ليفربول، وكان يمكن أن يملأ يورجن كلوب عشرات «الزجاجات» بالأدرينالين بعد فوز الفريق على نابولى والتأهل إلى الدور التالى، فهكذا كان حال المدرب الألمانى وهو يتابع المباراة ويرى هدف صلاح ويرى إنقاذ أليسون بيكر الأخير ويرى أيضا الأهداف التى أهدرها ساديو مانى..
** لكن من هو رجل مباراة ليفربول ونابولى؟!
** محمد صلاح وأليسون كانا السبب المباشر فى إلقاء نابولى من حافة الجولة السادسة الأخيرة، ليصعد ليفربول واثقا إلى الدور التالى.. وقد اختلفت درجات تقييم اللاعبين فى الصحف الإنجليزية.. إذ اختارت الجارديان أليسون حارس المرمى للقب رجل المباراة بدرجة 9 من عشرة، بينما حصل محمد صلاح على 8 من عشرة، وفى ديلى ميل كانت درجة صلاح 8.5 من عشرة مقابل 7 من عشرة لأليسون بيكر.
** نجح أليسون بيكر فى إنقاذ مرمى ليفربول، ووصف إنقاذه، بأنه إنقاذ الموسم، وقال يورجن كلوب أن ثمنه يستحق أن يتضاعف، واشتراه ليفربول بـ 67 مليون جنيه إسترلينى أما محمد صلاح فهو صاحب الهدف الوحيد الذى كان وراء استمرار ليفربول فى المسابقة الأوروبية الأقوى والأغلى.. ووصف بأنه كانجارو ليفربول. والوصف يتعلق بسرعة محمد صلاح.
** من هو رجل المباراة.. صلاح أم أليسون بيكر؟
** أختار صلاح.. لكنى ابدأ بالحديث عن بيكر الذى كان له فضل الإنقاذ من الخروج فى الدقائق الأخيرة عندما تصدى لفرصة تهديف لاحت للاعب نابولى ميليك فى الدقيقة 92 من داخل الست ياردات، وهو إنقاذ رائع ومذهل أنقذ موسم ليفربول فعلا. وقد كان حارسا يقظا معظم فترات المباراة، ولا خلاف على أنه يستحق كل التقدير، خاصة أنه أفضل حارس مرمى يلتحق بفريق ليفربول منذ الحارس العملاق راى كليمنس.
** أهدر صلاح فرصة أولى فى البداية، وقلت فى تلك اللحظة، أرجو أن يسجل صلاح هدف ليفربول الأول، وإذا به يسجل هدف ليفربول الوحيد، وكان ذلك وحين وصلت لحظة المباراة الحاسمة فى الدقيقة الرابعة والثلاثين ورغم أن صلاح سجل أهدافا أكثر إثارة، إلا أنه قدم عرضا رائعا لذكائه وإبداعه فى المناطق والمساحات الضيقة، وقدرته الفائقة على إنتاج الأهداف من لا شىء تقريبا والمدهش أن هدفه هذا كان دليلا على قوة جسده أيضا، بالطريقة التى خدع بها ماريو روى، الظهير الأيسر لفريق نابولى، والطريقة التى راوغ بها كاليدو كوليبالى القوى جدا والذى جذب صلاح، وقاومه صلاح، ثم مضى صلاح، ثم كانت نظرته الجانبية التى خدعت دايفيد أوسبينا فى التفكير فسدد الكرة بين قدميه، ليسجل صلاح.
** أختار صلاح، لأنه قدم تمريرات مساعدة لزملائه للتهديف كانت ستصل بالنتيجة إلى ثلاثة أو أربعة أهداف مقابل لا شىء قبل أن تتاح لأليسون فرصة الإنقاذ، وربما لو سجل مانى ما منحه صلاح له لما وضع أحد أليسون وصلاح فى كفتى ميزان عند اختيار الأفضل. وأكرر أن حارس ليفربول قدم إنقاذا مذهلا ومهما، لكن صلاح أيضا قدم ثلاثة أهداف بخلاف هدفه كان يمكن أن تسفر عن نتيجة مذهلة.
نقلًا عن الشروق القاهرية
المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع