بقلم: حسن المستكاوي
** فى اللحظة التى أعلن فيها اسم المدير الفنى لمنتخب مصر يجب أن يتوقف الجدل، ومناقشة المعايير التى طرحت فى الأسماء الخمسة المرشحة، وأصبح واجبا دعم ومساندة المدير الفنى الجديد للمنتخب.. ولكن بقدرالاحفتاء بالخطوات البسيطة التى اتخذتها اللجنة المؤقتة لإدارة الكرة المصرية (الاتحاد) فإن عملية اختيار المدير الفنى لمنتخب مصر كانت درسا كله أخطاء، ويجب أن يتعلم منه الجميع.
** الاتحاد أصدر جدولا منظما للدورى. أدار القرعة شباب وأجراها نجوم وخرجت بما يليق بتاريخ كرة القدم فى مصر. وكان حفلا أنيقا. حتى لجنة الحكام استعانت بطاقم ألمانى لإدارة السوبر بين الأهلى والزمالك. وجرى تعيين وجوه جديدة وشباب لإدارة بعض اللجان. وكذلك جرى ترتيب اختيار كرة رسمية لمسابقة الدورى.. لكن أخطاء عملية اختيار المدير الفنى سحبت من رصيد الاتحاد وكانت السلبيات ما يلى:
** 1 ــ الإعلان عن خمسة أسماء منذ فترة طويلة. وبدا ذلك مثل دعوة لاشتراك الرأى العام والنقاد والخبراء فى الاختيار. بجانب دعوة مواقع التواصل الاجتماعى أيضا للمشاركة. وهو خطأ جسيم عرض الأسماء التى طرحت لانتقادات هواة حركتها أهواء المشجعين ورغباتهم.
**2 ــ وضع اسم الكابتن حسن شحاتة ضمن الأسماء الخمسة المرشحة كان من السلبيات أيضا، فبدا الأمر أنه دخل فى مقارنة مع أجيال لم تحقق إنجازه. ولم تحقق ما حققه. ولم يكن لائقا وضعه فى هذا الموقف حتى لو كان هو شخصيا عاشقا للعودة للممارسة العمل الذى يحبه ويتقنه.
** 3ــ استغرق الاتحاد وقتا طويلا بين إعلان أسماء المدربين المرشحين وبين إعلان اسم المدرب الذى وقع عليه الاختيار. وليس مفهوما لماذا كل هذا الوقت؟ وهل صحيح أنه كان هناك خلاف بين أعضاء الاتحاد؟ وكيف يخرج هذا الخلاف إلى الرأى العام؟
** 4ــ لكل عضو بالاتحاد صلاته واتصالاته. ويبدو أن كلا منهم أخذ يعزز وجهة نظره بصحفيين أصدقاء، وبمواقع صديقة، وبأصدقاء على مواقع التواصل. فظل اسم مدرب المنتخب متأرجحا يعود ويذهب. وذلك دون تفسير واضح لمبررات هذا التأرجح.. ففى كل لحظة خبر يؤكد وخبر آخر ينفى ما يتأكد!
** 5ــ مضى قطار إيهاب جلال مسرعا نحو محطة الاختيار. خاصة بعد فوز المصرى فى مبارياته الإفريقية الأولى، كأن الاتحاد كان ينتظر نتيجتها. وفى مساء الأربعاء أعلن تقريبا أنه المرشح الأول لتدريب المنتخب. وتوالت المقابلات الصحفية والإعلامية معه باعتباره المدرب القادم.
** 6 ــ بعد ساعات وليس أيام من هذا التوجه إلى إيهاب جلال أعلن الاتحاد أن المدرب الجديد للمنتخب هو حسام البدرى، وتم تبرير ذلك وتمريره بأن إيهاب جلال اعتذر عن عدم قبول المهمة. وكان قبل ساعات يقول: «أنه شرف لأى مدرب قيادة منتخب مصر..» وإذا به يعتذر عن هذا الشرف كما تردد.
** اختصار تلك الأخطاء يكون فيما يلى: أن من يقود فى موقع عليه أن يدرس جيدا اختياراته ثم يقرر ويعلن القرار وليس بإجراء عمليات جس نبض، لأن من يدير الموقع الأهم فى الكرة المصرية وقع عليه الاختيار بالتعيين أو بالانتخاب بمعايير الكفاءة. إلا أن ما جرى كله فى تلك العملية كان جملة أخطاء. وانتهت دون تفسير أو توضيح أسباب عدم اختيار إيهاب جلال.. كأنه ليس من حق من اختيروا للمشاركة فى القرار دون طلب منهم معرفة أسباب ومبررات عدم اختيار جلال واختيار حسام.
** انتهت العملية..!