توقيت القاهرة المحلي 16:02:18 آخر تحديث
  مصر اليوم -

شخصية مجتمع فى كرة اليد..!

  مصر اليوم -

شخصية مجتمع فى كرة اليد

بقلم: حسن المستكاوي

** اليوم حديث خاص بمنتخب شباب كرة اليد الفائز بالميدالية البرونزية فى كأس العالم، وهو حديث خاص لأن هذا الفوز بالبرونزية يحمل رسالة مهمة للمجتمع المصرى كله.. أرجو أن تصل..

** واليوم أيضا حديث خاص عن منتخب شباب كرة اليد، لأن الجديد فى هذا الفريق هو تلك الروح والإرادة التى لم تعرف الإحباط بعد ضياع فرصة لعب المباراة النهائية، وتحقيق حلم الفوز بكأس العالم، فقد كنا نخشى أن يؤثر ضياع تلك الفرصة على أداء لاعبى الفريق أمام البرتغال، إلا أن الأمر كان مختلفا، لعب الشباب بروح وقوة وفازوا بفارق 10 أهداف.

** الرياضة عموما ومنافستها العالمية والدولية بصفة عامة تعكس شخصية مجتمع.. والشخصية المصرية مطمئنة، وطيبة فى جذورها، وفى تاريخها، بتأثير حضارة النهر. هذا النهر الذى ظل آلاف السنين يجلب الخير إلى سكان الوادى.. فالمصرى لم يخرج إلى الغابات بحثا عن الصيد.. ولم يتسلق جبال بحثا عن الرزق.. ولم يتعرض للعواصف والبراكين والأمطار الغزيرة خلال خمسة آلاف عام.

** هذا مدخل للشخصية المصرية المطمئنة، التى تتحلى بالصبر والطيبة، ولكن ينطبق عليها: «اتق شر الحليم إذا غضب، وإذا تعرض للاعتداء». فهكذا تصدى المصريون للهكسوس بجيش أحمس. وتصدوا للتتار، وللمغول، ولألف غول.. وهزموا كل احتلال، وحافظوا على شخصيتهم ولغتهم، فلم يؤثر فيهم أى احتلال.. وحارب المصريون الإنجليز باللغة الفرنسية، ولم يتحدثوا الإنجليزية ولا الفرنسية بعد ذهاب الاحتلال.

** ياه.. كل هذا مقدمة حديث عن منتخب كرة اليد؟

** نعم.. فالرياضة تعكس شخصية مجتمع والتغييرات التى تحدث فى هذا المجتمع.. ومنها ومن أثارها ما حدث فى بطولة العالم فى إسبانيا، وما حدث قبلها فى بطولات أخرى وفى لعبات أخرى.. حيث ترتفع درجة الانفعال والتعليقات بكل نجاح على المستوى الرياضى الدولى والعالمى، رغبة فى المزيد. فالفريق استعد جيدا، وتم إعداده جيدا. وحقق 7 انتصارات كبيرة ومهمة، ثم لعب مع فرنسا وكان قريبا من الفوز والتأهل. إلا أنه بدا راضيا فى منتصف الشوط الثانى. أو بدا قانعا بالوصول للدور قبل النهائى، وضاع تركيزه، وأهدر انفرادات، وكاد أن يخسر بفارق كبير من الأهداف، لكنه استيقظ ثائرا وغاضبا، وعاد ليضيق الفارق إلى هدف واحد.. وهذا يختصر جزءا كبيرا من الشخصية..!

** أحيانا لا يصدق الرياضى المصرى أنه يستطيع. وأحيانا يكون واثقا من قدرته على أنه يستطيع.. النقطة هنا أن عليه أن يصدق دائما أنه يستطيع.. وبالطبع لا شىء بدون تدريب وبدون علم وبدون تخطيط وبدون إرادة، وتصميم. ولا شىء بدون كفاءة وموهبة ومهارة.. لكن ما ينقصنا رياضيا هو شراسة الأداء، وليس عنف الأداء. وجدية الأداء لأنه من جدية العمل والبناء.. وحضارة النهر جعلت الشخصية المصرية فى أحيان منتظرة قدوم الخير.. ومنتظرة الفوز، ولكن الفوز لا ينتظر وإنما يصنع..!

** اليوم عندنا أبطال فى لعبات فردية ومنها السباحة والإسكواش والأثقال والمصارعة والملاكمة والتايكوندو والرماية والسلاح، وأبطال فى لعبة جماعية هى كرة اليد، ونظمنا بطولة إفريقية لكرة القدم على مستوى عالمى، لأننا شعب يخوض كل التحديات ويهزم كل التحديات حين يـتأهب ويستعد ويستفز ويستنفر.. ومصر هى الأولى رياضيا على المستوى العربى والأولى رياضيا على المستوى الإفريقى ومن دول القمة رياضيا على مستوى البحر الأبيض المتوسط.. ونريد أن نكون ضمن الأوائل على مستوى العالم.. وسنكون إذا أردنا، وسوف نستطيع إذا عملنا ووضعنا خطط الإصلاح والتطوير لسنوات قادمة، دون انتظار لفيض النهر بالخير تحت أقدامنا.. !

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

شخصية مجتمع فى كرة اليد شخصية مجتمع فى كرة اليد



GMT 08:51 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

أين نحن من المفاوضات الدولية مع إيران؟

GMT 08:50 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

المعرفة التي قتلت لقمان سليم

GMT 08:46 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

لقمان سليم وتوحش النظام الإيراني

GMT 08:44 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

4 مليارات ثمن 12 بيضة

اللون الأسود سيطر على إطلالات ياسمين صبري في عام 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 08:31 2025 الأربعاء ,08 كانون الثاني / يناير

أدوية حرقة المعدة تزيد من خطر الإصابة بالخرف
  مصر اليوم - أدوية حرقة المعدة تزيد من خطر الإصابة بالخرف

GMT 09:52 2025 الخميس ,09 كانون الثاني / يناير

ميس حمدان تصرح الظهور كضيفة شرف لا ينتقص من مكانتي الفنية
  مصر اليوم - ميس حمدان تصرح الظهور كضيفة شرف لا ينتقص من مكانتي الفنية

GMT 09:13 2024 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

GMT 00:03 2025 الأحد ,05 كانون الثاني / يناير

بايدن يُكرم ميسي بأعلى وسام في أمريكا

GMT 10:18 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25

GMT 13:37 2020 الأحد ,24 أيار / مايو

الفيفا يهدد الرجاء المغربي بعقوبة قاسية

GMT 12:48 2020 الثلاثاء ,19 أيار / مايو

أسعار الذهب في مصر اليوم الثلاثاء 19 مايو
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon