بقلم : حسن المستكاوي
** تقول جريدة ديلى ميل ما يلى:
«كان تيرى هنرى ضمن المنتخب الفرنسى الفائز بكأس العالم عام 1998.. وكان زميلا لمدرب فرنسا الحالى ديشامب.. وقبل 48 ساعة حاول هنرى بصفته كمساعد لمدرب بلجيكا إيقاف القطار الفرنسى وحرمانه من الوصول إلى النهائى»!
** الصياغة هنا بها بعض الخلل.. لأن تيرى هنرى من الناحية المهنية والموضوعية، وكنت أفضل أن تكون الصياغة هى: «كان يحاول مساعدة منتخب بلجيكا على الفوز والتأهل للمباراة النهائية، وليس تعطيل منتخب وطنه الأصلى وحرمانه من الوصول إلى المباراة النهائية..».
** تعاملت الصحف الإنجليزية مع حالة تيرى هنرى بشىء من التركيز والمبالغة، ونشرت له عشرات الصور وهو يهنئ لاعبى فرنسا، ويواسى لاعبى بلجيكا، وقالت إنها عواطف متضاربة مع أن تيرى هنرى يؤدى عمله كمدرب محترف. وقبل مباراة فرنسا وبلجيكا قالت صحف إنجليزية: « تيرى هنرى الليلة فى اختبار ولاء».. وهذا خلط ساذج بين العمل والمهنية والاحتراف وبين الانتماء للوطن.. فلا توجد علاقة بين عمل هنرى وبين الانتماء لوطنه فرنسا. وأدرك جيدا، بل أجزم، أن هنرى لو كان مدربا عربيا ووقع فى نفس الموقف، لاتهم بأنه خائن وعميل، ولطالب البعض بسحب الجنسية منه ومنعه من السفر ومنعه من الوصول، وأظن أن تعبير عميل مزدوج تم استخدامه فى حالة هنرى.. وهذا الشكل من الربط تراه فى «وكالة شرفنطح ». فقد يغضب تجار وكالة البلح من تشبيه الربط الساذج بوكالتهم.. كما كنت حريصا على عدم استخدام اسم وكالة عطية للأديب الرائع الأستاذ خيرى شلبى، وأرجو ألا يغضب أحد من الاستعانة بوكالة شرفنطح إن كانت موجودة أصلا..!
** توقفت أمام قصة هنرى بعيدا عن فيلم المباراة، لأن نهضة العقل هى التى تنهض بالأمم.. وإذا ظل التجار المزايدون اللامنطقيون يكتبون ويتحدثون ويخاطبون الناس بمثل تلك التفاهات فسوف يستمر التعصب، وتستمر الكراهية، وينتشر اللعب بكرة النار، وتستمر السخرية من تلك اللعبة ومن الذين يلعبونها!.
** فى الدقيقة 56 من مباراة فرنسا وبلجيكا قدم الهجوم الفرنسى أجمل جملة هجومية فى المونديال حتى كتابة هذه السطور، قبل لقاء إنجلترا وكرواتيا، فقد ضاعت فرصة محققة من الديوك الفرنسية لتسجيل الهدف الثانى من هجمة سريعة انتهت بتمريرة من مبابى بكعبه داخل منطقة الجزاء لجيرو الذى سدد من لمسة واحدة ولكن كورتوا تألق وتصدى للكرة ببراعة.. وكانت تلك الهجمة البديعة مساوية للهجوم البلجيكى المضاد السريع فى مباراة اليابان والذى أسفر عن الهدف الثالث بعد تفويته عبقرية من لوكاكو.
** سيكون مبابى من نجوم الكرة الأوروبية.. بسرعته ومهارته. وحين يكتسب قوة رونالدو وضربات رأسه ودقة تسديداته يمكن أن يقترب من مستواه بعد سنوات من العمل الشاق والتدريب الشاق.. فالقمة تحتاج إلى جهد، وتضحية، ودأب، وتواضع، وثقافة أيضا!.
نقلًا عن الشروق القاهرية
المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع