بقلم: حسن المستكاوي
** هذا هو السؤال بالفعل..!
** لعب الاسماعيلى والزمالك شوطا قويا على مستوى الندية والصراع، والمحاولات ثم المحاولات المضادة. تفوق الدراويش فى الشوط الأول بأداء جماعى عال. لعب الفريق بثلاثة فى الوسط يساندهم عبدالرحمن مجدى عند الضرورة. وكان عماد حمدى ودونجا لاعبى ارتكاز فيما تجول أحمد مدبولى بحرية فى ملعب الزمالك مشكلا دورا مهما كصانع ألعاب ليبرو يجيد التمرير والمراوغة والتحرك هربا من الرقابة وحيث تكون الكرة. وفى هذا الشوط هزم وسط الاسماعيلى ثنائى وسط الزمالك طارق حامد وفرجانى ساسى. وتلك ثغرة مهمة يجب على كارتيرون معالجتها أمام الترجى.
** كذلك تفوق الإسماعيلى ومدربه الفرنسى ديديه جوميز فى الشوط الأول بالرقابة اللصيقة لمفاتيح لعب الزمالك وبالضغط العالى. وسهلت المهمة نسبيا بسبب تحييد ظهيرى الجنب أحمد عيد وعبدالله جمعة. والأخير لم يمارس دوره الهجومى سوى مرتين أو ثلاث فى الشوط الثانى. فكان هجوم الزمالك فى بداية المباراة ونصفها الأول محصورا بالعمق باستثناء انطلاقات الجناح أوناجم. وكانت انطلاقاته تحديدا سببا فى عدم تقدم أحمد عيد فيما تراجع جمعة كثيرا لمراقبة عبدالرحمن مجدى.
وأهم شىء أن الاسماعيلى كان يلعب بأربعة لاعبين فى الشوط على الاقل عند فقد الكرة فى مواجهة ثنائى الزمالك لأن بن شرقى وأوباما يتقدمان، ومن جملة مميزة جدا كاد أوباما أن يسجل هدفا حين تحرك فى العمق وهرب من رقابة دونجا.
** كان شوطا قويا وممتعا بهذا الصراع وبهذا الجهد البدنى الكبير الذى قدمه لاعبو الفريقين، وخاصة الاسماعيلى الذى أهدر عدة فرص للتهديف للشامى بالتسرعة والارتباك، وكذلك أسامة إبراهيم وعبدالرحمن مجدى بسوء التصرف وعدم التمرير للزميل فخرالدين بن يوسف. ووضح أن الزمالك يعانى من نقطة ضعف فى دفاعه وهى نقص السرعات. فهكذا جرى الشامى وسبق محمود علاء وعبدالغنى. لكن علاء تفوق فى التصدى للكرات العرضية تماما بعكس دفاع الدراويش الذى كانت الكرة العرضية بعيدة عن رءوسه.
** تأثر أداء الاسماعيلى بإصابة عماد حمدى فى الشوط الثانى وبخروج أحمد مدبولى ومشاركة محمد صادق فإنه عوض تحركات مدبولى نسبيا فكلاهما يتميز بالتمرير والتحرك مباشرة دون توقف أو انتظار لكن مهارة مدبولى وحساسية قدمه أعلى من صادق. وكان طرد البديل محمد بيومى متأخرا وغير مؤثر بدرجة قوية فى الخسارة لكنه أثر فى عدم قدرة الاسماعيلى على العودة بالتعادل. لكن الزمالك بدأ هذا الشوط قويا ومهاجما وضاغطا وبفضل مهارات لاعبيه الأربعة، أوناجم ومصطفى محمد ويوسف أوباما وساسى تقدم الفريق بهدفين بأداء فردى أو أداء ثنائى لكنه ليس جماعيا كاملا.
** تلك مباراة من المباريات القوية والصعبة. وحين تقترن القوة بالصعوبة فإنك يمكنك أن ترى كرة جيدة تستمتع بها. ولن أناقش مسألة ضربات الجزاء التى تستهلك وقتا فى مجادلات لا طائل من ورائها، فقرارات الحكام التقديرية لها تأثيرها على كل الفرق، وفى اليوم نفسه كانت هناك قرارات أثارت جدلا فى مباراة الجونة وحرس الحدود. إلا أن الزمالك مقبل على خمس مباريات صعبة متتالية، وهو يحتاج إلى مزيد من الثقة والقوة لاسيما فى خط الوسط فلا يكفى أن يقدم فرجانى ساسى تمريرة ساحرة واحدة، وإنما هو مطالب بخمس وست تمريرات. كذلك لا يكفى تقدم اوباما وحده من خط الوسط مخترقا دفاعات المنافس.. وعموما كان الشوط الأول تحديدا تجربة حقيقية للزمالك قبل مواجهة الترجى الذى تعادل فى اليوم نفسه مع اتحاد التطوانى الأخير فى الدورى التونسى 1/1..!