بقلم: حسن المستكاوي
** تسع نقاط، وخمسة أهداف، وعلامة كاملة، وصدارة مجموعة، فى ثلاث مباريات ورقم قياسى جديد للمنتخب، ومع ذلك ارتفعت حدة الانتقادات. وربما يتساءل اللاعبون ومدربهم: «ماذا تريدون»؟
** الإجابة: «نريد فريقنا الوطنى صاحب المبادرة والسيطرة، وصاحب الشخصية الأقوى فى الملعب. يهاجم كله ويدافع كله ويتحرك كله. نريده يبنى الهجمات وهو يعرف نهايتها، ويرى نهايتها. ونريده يدافع بقوة وصلابة فلا يتهدد مرماه فى كل مباراة يخوضها.. نريد فريقنا الوطنى ممارسا للضغط العالى، كما فعل منتخب الجزائر أمام السنغال، ونريده ممارسا للضغط الدفاعى فى ملعبه كما فعل منتخب المغرب أمام كوت ديفوار، فالضغط العالى والضغط الدفاعى يكون بثلاثة وبأربعة لاعبين وليس ضغطا شكليا أو مظهريا.. نريد المنتخب شجاعا فى أدائه كما فعلت منتخب مدغشقر مع نيجيريا. نريد المنتخب جامعا بين الأداء الجميل والنتيجة الجيدة.. فتلك شيمة الفرق القوية التى تلعب على البطولات.. وما نريده هو حق مشروع، أو ليكن حلما مشروعا. ومن حقنا أن نحلم، فهل ستصادرون حلمنا»؟
** هذا ما نريد.. لكن السؤال الأهم: هل يستطيع الفريق؟ هل حقا لجأ كوبر إلى أسلوبه الدفاعى لأنه كان يدرك الفروق الجوهرية بين لاعبنا واللاعب الإفريقى، ومنها فرق القوة البدنية واللياقة والسرعة؟
** صحيح حقق المنتخب العلامة الكاملة، ولكنه على مدى الثلاث مباريات شن أربع هجمات بديعة ورائعة.
** الأولى: جماعية رباعية رائعة وسريعة فى مباراة الافتتاح أمام زيمبابوى وشارك بها محمد صلاح وعبدالله السعيد ومروان محسن وتريزيجيه.. ولم تسفر عن هدف.
** الثانية: ثنائية بدأها تريزيجيه من ملعبنا وجرى نحو صلاح ومرر له الكرة ليسجل نجم المنتخب هدفا جميلا فى مرمى الكونغو. والملاحظ أن الهجمة لم يشارك بها أى لاعب مصرى آخر ولو جريا، أو ولو جريا معنويا.
** الثالثة: فى مباراة أوغندا، وبدأها تريزيجيه، وسافر بها إلى صلاح ولكنها لم تنتهِ بهدف.
** الرابعة: فى المباراة نفسها ولكنها فى هذه المرة كانت بانطلاق أيمن أشرف من الناحية اليسرى ليمرر كرة عرضية يقابلها المحمدى الظهير الطائر فى تلك اللحظة كجناح ليسجل منها هدفا جميلا.
** تلك ملاحظاتنا على الأداء الهجومى والإيجابى والفعال للمنتخب فى مبارياته الثلاث. وفى المباراة الأخيرة على سبيل المثال سددنا 7 مرات، وسدد منتخب أوغندا 17 مرة، ولنا ضربة ركنية واحدة ولأوغندا 9 ركنيات. وقام الشناوى بالتصدى لـ 6 فرص، بينما تصدى حارس أوغندا لفرصتين. وأكتفى بالطبع كان للفريق هجمات أخرى على مدى اللقاءات الثلاثة، وكثير منها لم يكتمل، وبعضها لم يكن دقيقا. إلا أن شكل الصراع فى المباريات الثلاث لم يكن مرضيا بشكل عام، بكل ما فى الصراع من دفاع وهجوم، وشد وجذب، وتهديد مرمى المنافس، بوسائل وحلول متنوعة، مثل الكرات العرضية والاختراقات من العمق، والتسديد وألعاب الهواء، والضغط العالى، ويقابل ذلك قدر التهديد الذى تعرض له مرمانا، ودور خط الوسط المركب عند موقف الدفاع وموقف الهجوم.
** توقع المدرب الفرنسى القدير والشهير كلودلورا أن يكون النهائى بين مصر وبين المغرب.. وقال «إن منتخب مصر صاحب الرقم القياسى فى الألقاب ولديه الخبرة الكافية فى مثل هذه البطولات الكبرى».. فهل هى حكاية أرقام وألقاب سابقة فقط وهل الخبرة تكفى؟ نرجو ذلك على أن نضيف إليها شيئا من كرة القدم التى نحلم بها لفريقنا الوطنى.