بقلم: حسن المستكاوي
** قوة الأهلى أصابت فريق الجونة بقلة الحيلة، لكن ما زاد من قوة الأهلى سوء تكتيك نيبوشا ميلوسيفيتش مدرب الجونة، ومغامرته غير المحسوبة بغض النظر عن غيابات الإعارة بالفريق، وقوة الأهلى مستمدة من ثلاث مهارات، الأولى والثانية منظورة وهى خاصة باللاعبين والمدرب فايلر، والثالثة غير منظورة وهى خاصة بالفانلة، ولا أعنى هنا القوة التقليدية التى تعرف بروح الفانلة الحمراء، ولكنها قوة الشعبية والبطولات التى تمنح لاعبى الفريق الثقة.
** امتلك الأهلى التنوع الهجومى، فكانت مجموعته المكلفة بهذا الواجب مكونة من وليد سليمان وحسين الشحات وجونيور أجايى ومجدى قفشة ومروان محسن وعلى معلول، وتبادل السولية وقفشة التغطية فى الوسط كلاعب ارتكاز فى حالة تقدم أحدهما. وبالفعل شاهدنا السولية وقفشة فى بعض الأحيان فى منطقة الست ياردات للجونة، لكن لماذا معلول وأين هانى؟
**معلول مفتاح لعب أساسى، بكراته العرضية وتمريراته الدقيقة سواء التمريرات الطويلة أو القصيرة فى الجبهة اليسرى بينما محمد هانى تقدم قليلا بحساب وظل مكلفا بالتغطية مع أيمن أشرف ورامى ربيعة، وتميز أداء الأهلى بالتحرك المستمر من جانب لاعبيه فى مساحات خالية بوسط الجونة ودفاعه، ومساحات خالية لسوء تكتيك نيبوشا، فقد كلف ثلاثى مقدمته جدو وعمرو بركات ووالتر بواليا بالضغط العالى بلا مبرر، وفعلوا ذلك بسذاجة بالغة. إذ يضغطون شكليا ولا يرتدون ولعب الجونة كثيرا ناقصا ثلاثة لاعبين ذهبوا ولم يعودوا فزادت المساحات الخالية فى الملعب.
** هذا عن الأهلى الذى واصل انتصاراته، وعن الجونة الذى خسر بأربعة أهداف بسبب فلسفة مدربه. وكان يمكنه اللعب بتنظيم دفاعى مع هجوم مرتد لتهديد مرمى الفريق المنافس. وهو ما فعله حلمى طولان المدير الفنى لأنبى مع الزمالك. فقد كان واقعيا يدرك قوة منافسة ورغبته المحمومة فى الفوز للاستمرار فى دائرة المقدمة. إلا أن الظرف لعب مع حلمى طولان بالهدف المبكر السريع مما وضع الزمالك تحت ضغط زائد، لكنه فى الشوط الثانى عاد للدفاع وتضييق المساحات. ولم يكن مدرب الفريق ميتشو مفوقا فى البدء بالسعيد ومصطفى محمد، وعلى الرغم من ضغط الزمالك طوال الوقت للتعادل ثم للفوز، إلا أن تنظيم دفاع إنبى سد الطرق أمام لاعبى الزمالك تماما وزاد الأمر صعوبة عندما استغل محمد شريف السريع الفرصة وسجل هدفا قاتلا فى نهاية اللقاء.
** قبل أن أنتهى أتوقف عند تقرير كتبه الزميل إسلام صادق فى «المصرى اليوم» عن مرتبات الأجهزة الفنية للمنتخبين الأول والأولمبى، واستخدم الزميل حقه المهنى فى البحث والسؤال والتفتيش عن خبر يراه مستحقا، لكن كل من شارك فى إمداده بتفاصيل الخبر، وبأمر أراه حقا خاصا بالاتحاد وبأشخاص المدربين، وليس خاصا بالجمهور وبالقراء، وترتب على هذا الإفشاء الإعلان عن مبارزة خفية وخافية بين المدربين على المرتب، وبطريقة إشمعنى. ثم إذا كان المبرر لزيادة مرتب شوقى غريب لمرتبه، فهل كان مجرد التأهل لطوكيو دون الفوز باللقب الإفريقى سيكون مبررا لتخفيض مرتبه؟
** إن هذا تكرار لمسألة طرح كل ما هو مهم أو ما يجب أن يكون فى إطار الغرف المغلقة، على الملأ دون أن يكون الرأى العام مهتما بالإجابة: كم يتقاضى حسام البدرى وكم يتقاضى شوقى غريب..؟