بقلم: حسن المستكاوي
** قدم منتخب السنغال عرضا جيدا من ناحية المهارات الجماعية والفردية أمام تنزانيا، فالفريق يتحرك كله بتناغم، واللاعبون يتحركون كثيرا بدون الكرة، ويصنعون اختيارات ومساحات للزميل الذى يستعد للتمرير. والواقع أن أليو سيسيه مدرب الفريق الذى يقوده من 2015، يملك مجموعة من اللاعبين الموهوبين وصغار السن، وهذا يمنحهم سرعات ولياقة. لكن الفريق كله يقع فى خطأ المبالغة فى منطقة جزاء الفريق المنافس، وربما كان السبب أنه تنزانيا. إلا أن أسود التيرانجا، تباروا فى إهدار الفرص والأهداف، وهو أمر قد يؤثر على ترتيبهم فى المجموعة فيما بعد. وبالمناسبة لقب أسود التيرانجا الذى يعنى الأسود المضيافة أو الطيبة لا يفضله ساديو مانى، ويرى أن فريق بلاده ليس اسدا طيبا ويجب أن يكون شرسا.. (مجرد مداعبة من مانى)!
** منتخب السنغال يبدو أنه جاء إلى مصر أملا فى إحراز اللقب. فهذا الفريق الذى يعد من أفضل فرق القارة حاليا خرج من مونديال روسيا بفارق إنذار عن اليابان، وهو المنتخب الذى هزم فرنسا حاملة اللقب عام 2002 فى مونديال كوريا واليابان، وعلق على الفوز مدربه برونو ميتسو فى هذا الوقت قائلا: «إنه انتصار طبقة البروليتاريا على نبلاء كرة القدم». ويظل منتخب السنغال مرشحا دائما بلا لقب أو ملكا متوجا بلا تاج.. لكنه سيجد منافسة قوية إن شاء الله من المنتخب الوطنى حامل الألقاب السبعة، والملك المتوج على عرش الكرة الأفريقية.
** لم يقدم منتخبا الجزائر والمغرب ما كان متوقعا منهما. بصعوبة فاز الفريق المغربى، على ناميبيا بخطأ، يسمى النيران الصديقة، وهو أحد التعبيرات التى ولدت فى حرب الخليج. وعلى الرغم من وجود العديد من النجوم فى صفوف المغرب، فإنه عانى كى يفوز على فريق لا يملك أى رصيد فى القارة. واتسم أداء أسود الأطلسى بالرتابة والروتين دون أى لمسات إبداعية أو أى جديد. أما منتخب الجزائر فلم يقدم بدوره العرض المتوقع امام الفريق الكينى الذى لم يحقق سوى فوز واحد على مدى 15 مباراة خاضها فى نهائيات كأس الأمم. لكن المدهش جدا أن منتخب الجزائر لعب كرة قديمة، واعتمد على إرسال تمريرات طويلة طويلا لمدة ساعة تقريبا من زمن المباراة قبل أن يفطن إلى عقم هذا الأسلوب. فكيف سمح جمال بلماضى بذلك؟
** المستوى حتى الساعة ليس ممتعا.. والفرق الصغيرة تصمد أمام الفرق الكبيرة، والمفاجأة الأولى كانت تعادل مدغشقر مع غينيا، والمفاجأة الأخرى كانت فوز أوغندا على الكونغو، وفوز نيجيريا بصعوبة أيضا على بوروندى.. فأين عمالقة الكرة الأفريقية؟ أين تأثير الاحتراف فى أوروبا خاصة أن هناك العديد من المنتخبات التى تضم قوائمها 23 لاعبا محترفا؟
** بقدر الإقبال على مباريات منتخب مصر هناك عدم إقبال على باقى المباريات، ومن أسف أن ذلك يؤثر على المشهد الكامل للبطولة الرائعة التى ننظمها، وتعد بمثابة قفزة فى تاريخ استضافة مصر للأحداث والبطولات الرياضية، بما تقدمه من رسائل حضارية، ورسائل سياسية وسياحية واقتصادية ورياضية للعالم ولدول القارة.. فهل يمكن التفكير فى حلول لجذب الجماهير إلى مباريات الفرق الأفريقية فى البطولة؟