بقلم : حسن المستكاوي
** كرة القدم فى الأرجنتين تعانى دون شك.. فالمنتخب يلعب بفوضى، ويفتقد الجماعية، على الرغم من نجومه ومشاهيره. وصحيح أن الأرجنتين لعبت نهائى كأس العالم 2014 لكنها خسرت أمام ألمانيا. وهى لم تفز باللقب منذ عام 1986.. والمعاناة واضحة بعد فشل خمسة مدربين أرجنتينيين فى مونديال روسيا وهم كوبر وبيكرمان وسامباولى وبيتزى وريكاردو جارسيا. والفشل هنا معياره النتائج ومجمل الأداء فى البطولة..
** كرة القدم الممتعة موجودة فى المونديال. وليس صحيحا أن المتعة غائبة، لمجرد خروج الأرجنتين وألمانيا والبرتغال وإسبانيا، أو خروج ميسى ورونالدو تحديدا. فالمتعة تكمن فى الندية والإثارة والكفاح حتى آخر دقيقة كما شاهدنا فى مباريات كثيرة ومنها بلجيكا واليابان، وإنجلترا وكولومبيا. ومازالت البرازيل قادرة على تقديم تلك المتعة، بما يملكه الفريق من قدرة على تغيير الرتم، واللعب فى صندوق المنافس. وإظهار لاعبى السامبا لمهاراتهم الفردية وامتزاج تلك المهارات فى الأداء الجماعى.. وربما يعيب البرازيل فردية نيمار وطفوليته، فى ادعاء الإصابة والتمثيل. وهو ما عرضه لانتقادات عالمية دفعته إلى مقاطعة الإعلام..!
** المنتخبات التى تأهلت إلى دور الثمانية أرتبها وفقا لجمال ومستوى الأداء على النحو التالى: البرازيل، فرنسا، بلجيكا، كرواتيا، أوروجواى، إنجلترا، السويد روسيا.. وأوجه الجمال تختلف بين مهارات هجومية وسرعات، وأساليب هجوم، يبدأ بالهجوم المضاد كما الحال فى أوروجواى وفرنسا وأحيانا بلجيكا وينتهى بالهجوم الجماعى.. كما الحال مع البرازيل وكرواتيا والسويد.. والواقع أن منتخب إنجلترا لم يقدم عرضا مقنعا فى مباراته الأخيرة أمام كولومبيا وبدا أنه عاد لمراجعة كتاب كرة القدم أثناء اللعب.. فالأداء شديد التقليدية وشديد الرتابة..
** أتوقف الآن عند سلوك اللاعبين، وتحيتهم لجماهيرهم بمنتهى التقدير والاحترام فى حالات الخسارة قبل الانتصار. وأتوقف عند سلوك جماهير كوريا واليابان التى نظفت المدرجات. فيما قام لاعبو اليابان بتنظيف غرفة الملابس بعد انتهاء مباراتهم مع بلجيكا. وقد كانت حسرة الهزيمة وألمها كافيا ليبرر لهم عدم الاهتمام بتنظيف حجرتهم وهم يغادرونها بلا عودة.. لكنهم فعلوا ذلك وتركوا الغرفة بحالة رائعة كما قالت وكالات، مع توجيه كلمة شكر إلى روسيا.. وياله من سلوك نشتاق إليه فى كل مواقع حياتنا..!
** وأخيرا انتقد البعض انفعال محلل بى إن سبورت الكولمبى تجاوبا مع مباراة منتخب بلاده أمام إنجلترا.. ولكن انفعالات المحللين والنقاد تكون مشروعة فى بعض الأحيان ما دامت لم تشهد تجاوزات.. وهو ما حدث من قبل حين عاد برشلونة فى شبه معجزة أمام باريس سان جيرمان. وكما حدث أخيرا مع محللى قناة أى. تى. فى البريطانية وهم أيان رايت ولى ديكسون وجارى نيفيل الذين قفزوا فرحا وطربا وتبادلوا العناق بعد فوز منتخب الأسود الثلاثة على كولومبيا بركلات الجزاء الترجيحية، فكم كان الأمر عظيما أن تبقى الأسود أسودا ولا تنتهى بأن تكون مجرد قطط ثلاث؟!
نقلًا عن الشروق القاهرية
المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع