بقلم: حسن المستكاوي
** مرحبا بكرة القدم. مرحبا بهذا الغموض المحيط بتكنولوجيا الفار، وبعين الصقر التى لم تجعل ساعة الحكم مايكل أوليفر تهتز لحظة تسجيل شيفيلد لهدف فى مرمى أستون فيلا. حيث تجاوزت الكرة خط المرمى عندما ارتبك أوريان نيلاند حارس أستون فيلا، مرحبا بعودة كرة القدم الإنجليزية التى شهدت آرسنال يلعب بلون فانلات أزرق داكن متخليا عن اللونين الأحمر والأبيض الأساسيين، فيما لعب مانشستر سيتى بلون أزرق فاتح سماوى.. مرحبا بعودة كرة القدم، وباحتمال عودة الجمهور الإنجليزى للمدرجات فى سبتمبر المقبل كما قال مارك بولينجهام الرئيس التنفيذى للاتحاد الإنجليزى، بعد أن كان الكلام سابقا بأن عودة الجماهير بعيدة جدا..!
** مرحبا بكرة القدم.. كأن كرة القدم هى الدورى الإنجليزى فقط.. لكن ألم تلعب ألمانيا قبل أسابيع؟ ردا على السؤال أطرح سؤالا آخر: ماذا ترك بايرن ميونيخ للفرق الأخرى فى البوندسليجا بعد فوزه باللقب للمرة الثامنة على التوالى؟ نعم هذا هو الرد على فكرة الترحيب بكرة القدم من قلب الدورى الإنجليزى العائد. فالألمان عندهم نقطة ضعف، وهى قوة بايرن ميونيخ الذى لا يجد من ينافسه، وقد أصبح صاحب الرقم القياسى الثالث فى الفوز بالدورى المحلى ضمن أكبر دوريات أوروبية برصيد 30 بطولة، بعد يوفنتوس 35 وريال مدريد 33 لقبا..
**عاد البريمييرليج بدون جمهوره. عاد بدون حياة. على الرغم من صخب صوت مفتعل ومسجل للجماهير، فقد بدا كأنه أفضل تجسيد لما يسمى فى أوروبا: «مباريات الأشباح»، وقبل عودة البريمييرليج وبعد إجراء 7 آلاف اختبار للفيروس كان هناك إعلان واضح بالممنوعات، فلا صور تذكارية للفريقين، ولا للمصافحة وبين اللاعبين ولا تبادل للأحضان والعناق احتفالا بالأهداف، ولا للبصق على أرضية الملعب. ولا اقتراب من جانب المدربين مع الرسميين الذين يديرون اللقاءات. ولكن كل تلك القواعد والبروتوكلات الممنوعة سقطت. فقد تبادل لاعبو مانشستر سيتى الأحضان والقبلات احتفالا بهدف ستيرلينج، وكذلك كرروا المشهد نفسه مع كل هدف. وضبطت الكاميرا ستيرلينج وهو يبصق، كما أن الاحتفال الممنوع بالأهداف وقع أيضا فى معظم مباريات الدوريات الأوروبية، وكذلك اقترب المدربون الأربعة فى مباراتى الأمس بإنجلترا من الإداريين والرسميين.. وتلك القواعد والبروتوكلات كسرت فى العديد من المباريات والدوريات الأوروبية.. ويبدو أن بعض طقوس كرة القدم التى عرفناها طويلا لا يمكن التخلى عنها.. فالانفعالات جزء مهم منها وأحيانا الانفلات يكون جزءا أساسيا من جوهر ممارسة اللعبة.
**مرحبا بعودة كرة القدم، على الرغم من الغيوم الكئيبة ومشهد الأمطار الغزيرة التى هطلت على ملعب الاتحاد قبل لحظات من مواجهة مانشستر سيتى وآرسنال، وقد سافر الأخير إلى مانشستر قبل ساعات قليلة من بدء المباراة على غير العادة.. ومرحبا بعودة كرة القدم الإنجليزية، ونحن نسمع صوت نداءات اللاعبين على بعضهم، وصوت جوارديولا وهو يوجه لاعبيه، بينما كان اللاعبون يسمعون أصوات المعلقين الذين ينقلون المباراة للمشاهدين، فى ظاهرة لم تحدث من قبل فى تاريخ الكرة الإنجليزية..!
** مع عودة البريمييرليج كان واضحا أن الإصابات خطرا يهدد كل الفرق، وكما قال جوارديولا قبل استئناف الدورى أن أداء مباراتين ثم ثلاث على التوالى دون إعداد كافٍ يهدد اللاعبين بإصابات. وقد وقعت إصابات بالفعل لكنها نتيجة فقدان مرونة ورشاقة الصدام والالتحام..
** مرحبا بكرة القدم فى النهاية. مرحبا بكرة القدم التى كنا نعرفها، ومرحبا بكرة القدم تلك.. التى لم نعد نعرفها..!