بقلم : حسن المستكاوي
** لا أعتمد على نتائج المباريات الودية فى تقييم مستوى منتخب أوروجواى، وإنما بالمشاهدة والمتابعة، يمكن القول إنه من أبرز المنتخبات المشاركة فى المونديال، وقد تطور أداء الفريق هجوميا وهدف أوروجواى المنطقى هو التأهل إلى دور الثمانية وفقا للتوقعات، على أساس تأهله عن المجموعة الأولى إلى دور ال 16 ثم التغلب على إسبانيا أو البرتغال للمرور إلى دور ال 8..
** وكل من تابع أوسكار تاباريز المدير الفنى للفريق خلال السنوات العشر الأخيرة يعلم جيدا كيف كانت فلسفة وأسلوب هذا الرجل، فهو كان (لاحظ كلمة كان).. يبنى حائطا دفاعيا، ويقيد حرية الظهيرين فى الانطلاق، ويهتم بالواجبات الدفاعية لخط الوسط، باعتبار أن ذلك يجعل مهمة المنافس صعبة فى تهديد مرمى الفريق. إلا أن هذا تغير مؤخرا لوجود لاعبين مهاجمين على مستوى عالمى وهما لويس سواريز وإدينسون كافانى. حيث يسرع الوسط أو الدفاع فى نقل الكرة إليهما فى هجوم خاطف غير متوقع، يساعد عليه تحركات اللاعبين المميزة.
** إذن كان منتخب أوروجواى يلعب بأسلوب دفاعى بالدرجة الأولى، فالظهيران كانا لا يتقدمان إلا فى الحالات الضرورية، ثم تغير هذا فى السنوات الأخيرة بالاستعانة بلاعبين فى خط الوسط لا يتميزون فقط بالمهام الدفاعية والصلابة وإنما هم يملكون مهارات فردية تسمح لهم بالإبداع والابتكار والتحركات. مثل فيديريكو فالفيردى، وردريجو بينتانكور، وناهيتان نانديز وماتياس فيسينو الذى فقد والده وعمره 14 سنة، وكان الأب مثله الأعلى فى كرة القدم، وهو حفر اسمه على يده اليمنى ليرافقه اسم الأب كلما خاض مباراة.
** هؤلاء النجوم أجبروا تاباريز بمهاراتهم العالية على تغيير أسلوبه.. فأصبح فريقه يجمع بين قوة وصلابة الدفاع، وقوة وشراسة الهجوم، إذن هو فريق كبير وثقيل وكان تاباريز يبرر تمسكه بأسلوبه الدفاعى قديما بأن منتخب أوروجواى ظل يعانى من غياب العقلية والأسلوب الأوروبى المتمثل فى المزج بين القوة البدنية واللياقة العالية وبين القدرة الفردية والمهارات!
** تكوين وطريقة لعب أوروجواى هى 4/4/2.. وعلى الرغم من صعوبات تغيير التكتيك الذى يلعب به أى فريق بسهولة بعد سنوات من اللعب بالخطط الدفاعية، إلا أن تاباريز سبق أن لعب بثلاثة مهاجمين فى كوبا أمريكا 2007. وفى المباريات الودية الأخيرة وقبلها تصفيات كأس العالم الحالية، ظهرت ملامح تغييرات أجراها تابايريز فى تكتيكه. خط الظهر كما هو فى صلابته وفى تكتيكه، مع وجود دييجو جودوين وخوسيه ماريا جيمينيز فالاثنان يلعبان معا أسبوعيا فى أتلتيكو مدريد. وربما يكون مارتين كاسيريس مرشحا لشغل مركز الظهير الأيسر لو كانت حالته البدنية جيدة نتيجة غيابات طويلة خلال الموسمين الماضيين، بينما ستكون هناك معركة بين ماكسميليانو بيريرا وجييرمو فاريلا. ورباعى الوسط يتحرك كثيرا، ويبنى الهجمات ويضغط، خاصة أن فلسفة تاباريز تقوم على ممارسة الضغط فى كل أرجاء الملعب، ولا سيما من المقدمة..
** سوف يعود تاباريز إلى أسلوبه الدفاعى السابق إذا جاءت بدايته أمام منتخب مصر على غير ما يتوقع، كى يحافظ على فرص فريقه فى التأهل عن المجموعة إلى دور الستة عشر. ثم دور الثمانية كما يحلم المدرب المخضرم.. وإذا كان منتخب أوروجواى كتابا مفتوحا لخبراء ومدربين ونقاد فمن المؤكد أن هيكتور كوبر قرأ هذا الكتاب.. فكيف يمكن أن يواجه المنتخب الوطنى فريق أوروجواى غدا فى بداية مبارياته بالمجموعة الأولى؟
نقلًا عن الشروق القاهرية
المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع