بقلم: حسن المستكاوي
** مرحبا بتقنية الفار فى الملاعب المصرية.. مرحبا بالتقدم والتكنولوجيا، حتى لو كانت هناك اعتراضات عليها لأنها تعطل متعة كرة القدم.. مرحبا بخطوة اتحاد كرة القدم المصرى أسوة باتحادات إقليمية مجاورة.
** لكن هل يحل الفار مشاكل التحكيم. أو هل يوقف الفار اعتراضات الأندية واللاعبين والمدربين والجمهور ومجالس الإدارات ورؤساء الأندية على قرارات الحكام؟
** سوف ننفق ملايين الجنيهات من أجل اللحاق بالعصر.. إلا أن الأمر لا يتعلق بالتكنولوجيا وبالآلات فحسب، وإنما بالبشر الذين يشاركون فى الصناعة، ويمارسون اللعبة. فما نخشاه أن يتوقف اللعب من أجل الاحتكام للتقنية. وأن يتوقف اللعب أكثر بسبب مطالب اللاعبين للحكم باللجوء للتقنية. وأن يتوقف اللعب أكثر وأكثر بسبب مطالب الإداريين والمدربين واللاعبين للحكم باللجوء للتقنية. وأن يطول التوقف بسبب مناقشة الحكم فى قرارات الفار.. وأن يطول التوقف بسبب رغبة كل هؤلاء فى مناقشة طاقم حكام الفار الذى يجلس فى غرفة مغلقة محكمة أمام شاشات.
** القضية ليست الفار وإنما فى الذين سيتعاملون مع الفار.. القضية فى هؤلاء الذين يعترضون ويرفضون ويهاجمون التحكيم تعليقا للهزائم وخيبة الأمل على الحكم وعلى الفار فيما بعد. فسوف تكون التقنية ومن يشغلونها متحيزين لفريق دون الآخر.. وبالمناسبة يشهد العالم الآخر مثيلا لتلك الاعتراضات، ولكنها بعد انتهاء المباريات، كما حدث مع برشلونة فى مباراة نصف نهائى السوبر الإسبانى بالسعودية مع أتليتكو مدريد حيث ألغى الحكم خوسيه لويس جونزاليس هدفين لبرشلونة من ميسى وجيرارد بيكيه فى الدقيقتين 60 و74، إثر اللجوء لنظام حكم الفيديو المساعد (فار) وذلك بداعى لمسة يد وتسلل. وانتقد العالم كله قرار الإلغاء بالرأى والتصريحات بعد المباراة ودون تجاوز.. فما بالنا بما يمكن أن يصيب تقنية الفار فى ملاعبنا؟!
** ثم يجب أن يحظى الحكام بتدريب جيد على التقنية، ويجب أن ينال كل عناصر المنظومة والصناعة بالتدريب. اللاعب والمدرب والإدارى والإعلامى. ففى تطبيقات الفار وبروتوكلاته أمور معقدة. ومنها على سبيل المثال ماوقع فى مباراة ريال مدريد وبرايس سان جيرمان فى بطولة أوروبا حين قرر الحكم إحتساب ركلة جزاء وطرد كورتوا وبعد اللجوء للفار تراجع وأعيدت اللعبة من منتصف الملعب لأن هناك خطأ وقع على باريس سان جيرمان.. فهل يمكن قبول مثل هذا القرار فى ملاعبنا أم أن قرارا مماثلا كان يعنى وفاة الدورى؟!
** التكنولوجيا مهمة للرياضة. والتكنولوجيا كانت ضرورة فى لعبات ومنافسات مثل التوقيت الإلكترونى فى السباحة القصيرة والفوتوفينيش فى سباقات العدو القصير وسباقات الخيل. ومثل الاستعانة بعشرات الكاميرات فى تصوير ونقل الأحداث.. لكن الأهم هم البشر، هم هؤلاء الذين ينصتون للتكنولوجيا ويتعاملون بها ويقبلون بها. ويرحبون بها. فهى شجرة منيرة فى الغابة.. لكن الأمر يتحول إلى نكتة كبيرة حين تكون الغابة مرتبكة وموحشة وغاضبة، فيتقرر إخفاء الغابة كلها فى شجرة..!