بقلم : حسن المستكاوي
** اختارت جريدة الواشنطن بوست منتخب مصر للمركز الأول على 16 منتخبا ودع المونديال من دور المجموعات.. والاختيار بناء على معيار لطيف، وهو معيار التعاطف.. بينما جاء منتخب ألمانيا فى المركز السادس عشر. ويبدو أنه لم يجد تعاطفا لخروجه مثل منتخب مصر الذى قالت عنه الواشنطن بوست إن ممثل الدولة العملاقة بالتاريخ تأهل لكأس العالم بعد غياب 28 سنة، ومن سوء حظه إصابه نجمه الأول محمد صلاح فى مباراة نهائى أوروبا، فتلاشى الأمل قبل أن يبدأ.. وكما الحياة، فإن كرة القدم أحيانا تكون غير عادلة..!
**وقد جاءت السنغال فى الترتيب الثانى بمعيار التعاطف، لخروجها بتطبيق قاعدة اللعب النظيف.. والطريف أن الصحيفة قالت عن خروج أستراليا التى جاءت فى المركز 15: «من المستحيل الشعور بالتعاطف تجاه منتخب أستراليا، خاصة حين يكون الناس الذين خروجوا من البطولة فى طريقهم إلى وطنهم، وهذا الوطن هو أستراليا »..!
** نتائج المباريات تشير إلى تغييرات مهمة فى طرق اللعب، فالدفاع أصبح من وسائل الفوز.. وبغض النظر عن النكتة الروسية التى قالت إنه يبدو أن الرئيس بوتين هو مدير تقنية الفيديو لعدم احتساب ضربة جزاء صحيحة للإسبان، فقد خسر الفريق على الرغم من تمرير 1029 تمريرة على مدى 120 دقيقة، والاستحواذ على الكرة بنسبة 74 % وفازت روسيا فى النهاية.. لكنها على وجه الدقة فازت بالصمود والتصدى، وبالدفاع الذكى الصارم، بحرمان الإسبان من دخول الصندوق. فلم يكن دفاعا للمنطقة أو دفاعا ضاغطا. فقد أدرك مدرب الفريق الروسى أن الإسبان قوتهم التهديفية داخل الصندوق، وهم يتقنون تيكى تاكا فى المنطقة الخطرة. وانتهى بهم الأمر إلى تيكى تاكسى إلى إسبانيا..!
** مدرب روسيا قال بوضوح: «نحن لا نحب هذا النوع من البناء الدفاعى، لكن هذا ما كان علينا القيام به مع ثلاثة مدافعين. لقد تحدثت مع كل لاعب وشرحت لهم جميعا لماذا وأين وماذا. وانتصرنا بسبب إستراتيجيتى».
** ربما نسى مدرب روسيا أن ركلات الجزاء الترجيحية حسمت الموقف فى النهاية.. وقد وصلت روسيا إلى دور الثمانية للمرة الأولى منذ أن شاركت فى الاتحاد السوفييتى عام 1970.
** بالسرعة فازت فرنسا على الأرجنتين. والسرعة هى أهم مهارة فى كرة القدم الآن. وأن السرعة لا يمكن هزيمتها حين تكون سباقا.. بينما المهارة الفردية التى يستعين بها النجم السوبر تفقد سحرها بالالتحام والاشتباك والضغط والعنف. وبالدفاع الصارم أيضا أوقفت فرنسا خطورة ميسى كما قال ديشامب: «كنت أعرف جيدا أن مدرب الأرجنتين سيمنح ميسى المزيد من الحرية ليتحرك وراء لاعبى خط وسط منتخبنا، ولكننا نجحنا فى إيقاف خطورته عن طريق نجولو كانتى الذى خصصته لمراقبته فى تلك المنطقة، وكان هدفنا الأول هو منع وصول الكرة إليه بكل الطرق، وعندما يتسلم الكرة هناك لاعب معه وآخر قريب منه يتدخل عند الحاجة، وبالتأكيد هذا الأمر يتطلب الكثير من اليقظة والتركيز طوال الوقت..».
وأضاف ديشامب: «نعرف جيدا أن ميسى يكون فى أفضل حالاته عندما تكون خطوط الاتصال مفتوحة بينه وبين خافيير ماسكيرانو وبانيجا، ولذلك قطعنا خطوط الاتصال والتمريرات بين هذا الثلاثى مما أفقده الكثير من تأثيره..!».
** سحر ميسى أوقفه الاشتباك والرقابة الصارمة، والدفاع الذى يكون مبنيا على قراءة جيدة للمنافس..لكن المشكلة تصبح عظيمة حين يكون المدافع تقليديا، وحين يكون قارئ الفريق الآخر لا يجيد القراءة أصلا!
نقلًا عن الشروق القاهرية
المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع