بقلم: حسن المستكاوي
** كان مسرح وزارة الشباب والرياضة مزدحما بالحضور من المصريين والأفارقة، فى افتتاح مهرجان أوسكار الإبداع الإفريقى الذى يستمر حتى العاشر من سبتمبر ويتضمن مسابقات فى مختلف الفنون وأوجه الثقافة. والمهرجان جزء من إطلاق محافظة أسوان عاصمة الشباب الإفريقى.. كما أن المهرجان جزء من حالة مصرية عامة رائعة تشهد فيها البلد كل فترة مؤتمرا أو معرضا أو مهرجانا للسينما أو مهرجانا للغناء.. أو حدثا رياضيا كبيرا.. فتلك الأحداث حياة.
** إفريقيا أصبحت الآن تأتى إلى مصر، ومصر تذهب إلى إفريقيا. ولعل مشهد تشجيع وحماس منتخب نيجيريا لكرة اليد لمنتخب مصر، والاحتفال الذى تكرر بين لاعبى الفريقين يعكس تأثير الرياضة، وأثر الموجة المصرية العالية التى أطلقها الرئيس عبدالفتاح السيسى وامتدت إلى دول القارة فى تصحيح لخطأ الاحتجاب والغياب عن القارة فى سنوات طويلة مضت، مما ترك آثارا سلبية على مستويات السياسة والاقتصاد والتجارة والأمن القومى المصرى.
** من مدرسة الطفولة أحببت إفريقيا. تعلمنا أنها قارتنا، وأن مصر ساهمت بدور فعال فى حركات التحرر من الاستعمار القديم الذى نهش خيرات القارة. ومن زيارات متكررة على مدى 30 عاما أحببت إفريقيا بما فيها من مساحات بكر تعيش فى رحابة الزمن، وبما فيها من قلوب بيضاء طيبة. وبما فيها من محبة لمصر ولدورها القديم السابق، ولريادتها التاريخية بحضارتها وثقافاتها.. وكنت أهتم بذلك وأراه ضمن تعريفات الوطنية ومشاعرها الدفينة بما ينعكس على الأمن والبعد القومى لمصر فى محيطها.. وفى هذا السياق أرى تطورا إعلاميا مهما فى الاهتمام بإفريقيا، بعرض برامج تلقى الضوء على القارة بما فيها من ثراء جغرافى وتاريخى وطبيعة خلابة.
** حفل افتتاح الأوسكار بدأ بكلمة لممثل المفوضية الإفريقية عن القارة ومصر وعلاقة دولتنا الرائدة بدول إفريقيا، ثم كلمة ترحيب بالحضور من وزير الشباب والرياضة الدكتور أشرف صبحى.. لكن تظل الموسيقى غذاء الروح والعقل.. يكفى أن تدق الطبول، وتتحرك أوتار الكمان، والجيتار، والقانون، ويعلو صوت الآلات النحاسية كى تتمايل فى مقعدك طربا واستمتاعا.. فما هذه اللغة التى يجيدها البشر جميعا ويعشقونها، ويفهمونها؟
ومرة أخرى استمتع بموسيقى أوركسترا وزارة الشباب والرياضة بقيادة المايسترو هانى عبدالناصر الذى بدأ الحفل الفنى بعزف مقطوعة شروق للموسيقار الكبير هانى مهنى وكان أحد حضور الحفل. ثم قدم لنا فريق وزارة الشباب والرياضة مجموعة من المواهب المصرية الجديدة. سلمى عمر ونغم سليمان ومحمود صابر ورودينا سعيد. وهم جميعا أصحاب أصوات جميلة تقول لنا إن مصر غنية بمواهبها فى شتى المجالات.
** حفل افتتاح أوسكار الإبداع الإفريقى انتهى بأغنية جماعية بعنوان «فى الأصل واحد» للشاعر الكبير محمود إسماعيل، وألحان تامر سعد وتوزيع أحمد علاء.. وحرصت على كتابة الأسماء. كل الأسماء. الشباب الذى أطربنا وكل من شارك فى الأعمال الفنية التى قدمت، وليس فى ذلك أى مجاملات ولكن ترسيخا لحفظ الحقوق وهو ما تعلمته وما اعتدت عليه منذ أمسكت بورقة وقلم..