بقلم : حسن المستكاوي
** نحن غارقون فيما يسمى بأزمة الاتحاد وصلاح، والمناقشات وردود الأفعال كلها تمضى بطريقة الانحياز لفريق من الفريقين.. وأيهما على حق؟ مع أن الأفضل تطوير العمل داخل الاتحاد، وتطوير العلاقة بين الاتحاد وبين اللاعبين، ومراجعة التنظيم الاحترافى لمعسكرات المنتخبات، وحقوق اللاعبين بقدر الحفاظ على حقوق الاتحاد.. من أسف نحن لا نعمل بعمق ولا نعمل بعلم، ولا نعمل بجد، ولا نلعب بجد..
** اشتغل الإنجليز من أجل الفوز بلقب أقوى وأغنى دورى فى العالم.. ونجحوا.. وهم أدركوا بالعقل الاحترافى أن كرة القدم فى إنجلترا ليست المنتخب وحده، وإنما هى مسابقات قوية، ومستويات مرتفعة، وفلسفة لعب مختلفة، وملاعب مميزة، وحضور جماهيرى كبير، ونقل تليفزيونى جميل، وتسويق للعبة يدر مليارات.. وقسمت تورتة كرة القدم بين الاتحاد وبين رابطة الأندية المحترفة التى تدير الدورى بصورة مستقلة.. وفى إسبانيا بالمناسبة فتحت رابطة الدورى الكرة تحقيقا بشأن حالة أرضية ملعب بلد الوليد، جوسى زورييلا، وذلك عقب فوز برشلونة على بلد الوليد 1 / صفر.. حيث طارت أجزاء من نجيل الملعب تحت أقدام اللاعبين أثناء المباراة، ووصف الأمر بأنه عار على الكرة الإسبانية.. ويتوقع صدور عقوبات على الملعب وعلى بلد الوليد.. فالرابطة فى إنجلترا أو إسبانيا أو إيطاليا مسئولة بالكامل عن المسابقة، وليست مجرد «مربوطة» فى قواعد طاولة الاتحاد بقيود تسلبها الاستقلال فى الإدارة..
** فى ألمانيا، بعد الخروج المبكر من كأس العالم. ومنذ إنتهاء البطولة يبحث الألمان فى الأسباب. ويدرسون. وصحيح أن الاتحاد جدد الثقة فى المدرب يواخيم لوف بعد دراسة عميقة لأسباب الخروج وللأداء. إلا أن الاتحاد الألمانى يقوم بمراجعة خطط الناشئين والمدربين والملاعب وكيفية تطوير متسوى الأداء. وهو الأسلوب نفسه الذى اتبعه الاتحاد بعد الخروج المهين من بطولة الأمم الأوروبية عام 2000، وأنتجت الدراسات والإصلاحات أكثر من 17 ألف مدرب للناشئين فى غضون 10 سنوات ثم أفرزت منتخبا قويا فى 2010 بجنوب إفريقيا.. فهكذا تعمل الاتحادات. تدرس وتبحث وتعالج بعمق فى حالة الأخفاق وتفعل الأمر نفسه فى حالة الإنتصار كى تعرف كيف ولماذا انتصر الفريق وماذا يملك من مهارات..؟
وتشعر أن تلك الأساليب فى التفكير تسكن الكهف فى كرتنا..
** لم يعد جوزيه مورينيو هو «المدرب الخاص» (اللقب الذى أطلقه على نفسه وتباهى به لسنوات)، فقد تدهورت نتائج مانشستر يونايتد وأخرها الهزيمة بثلاثة أهداف على ملعب أولدترافورد، وهى خسارة جسيمة تهز أركان النادى العريق الذى يحظى بشعبية هائلة. وكعادته مارس مورينيو غروره وهو يطالب الإعلاميين فى مؤتمره الصحفى باحترامه، وكررها ثلاث مرات (الاحترام، الاحترام، الاحترام، وقال مخاطبا رجال الصحافة والإعلام: «هل تعلمون ماهى النتيجة؟ أنها 3/صفر.. هل تفهمون 3/صفر ماذا تعنى؟ أنا بطل البريمييرليج ثلاث مرات وحققت ما لم يحققه 19 مدربا حاليا فى المسابقة.. أنا فزت بثلاثة ألقاب وهم فازوا بلقبين». ويقصد جوارديولا وبيلجرينى.. وأضاف مورينيو قائلا: عندما أفوز أحضر إليكم، وتوجهون انتقادات لى على طريقة اللعب والمستوى، ولا أحد يتحدث عن انتصارى.. لماذا تمسكون فى هزيمتى؟..
** تلك طريقة مورينيو فى معالجة إخفاقاته.. هو دائما غاضب، يحمل المسئولية على اللاعبين، وعلى الإدارة، وعلى الصحفيين أيضا. هو ليس مسئولا أبدا عن الإخفاق..!
نقلًا عن الشروق القاهرية
المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع