بقلم: حسن المستكاوي
** هو أمر يفهمه كل من نال شرف أداء الخدمة العسكرية أو التحق بالقوات المسلحة.. ويعنى العودة إلى حالة أو موقف سابق.. وهذا حال الكاف الآن!
** فى 20 يوليو عام 2017 قرر المكتب التنفيذى للاتحاد الإفريقى لكرة القدم إقامة كأس الأمم الإفريقية فى الصيف، واستضافت مصر البطولة بمشاركة 24 منتخبا فى صيفا فى الفترة من 21 يونيو إلى 19 يوليو.. وفى مطلع عام 2020 قرر الاتحاد الإفريقى لكرة القدم (هو نفس الاتحاد الذى كان فى 2017) إقامة كأس الأمم الإفريقية 2021 فى الشتاء.. لماذا قرر الكاف ذلك؟ الإجابة: لأن صيف الكاميرون شديد الحرارة، ولأن الظروف المناخية الإفريقية تحول دون إقامة البطولة فى أشهر الصيف..!
** هكذا اكتشف الكاف أن صيف إفريقيا حار، غير جاف، ممطر، رطب، بعد قرابة 60 عاما من انطلاق البطولة الأولى للأمم الإفريقية. إلا إذا كان قرار نقل البطولة للصيف عام 2018 أصدره الاتحاد السيبيرى لكرة القدم نظرا لكثافة الثلوج وانخفاض درجات الحرارة فى القارة أثناء فصل الشتاء.. !
** ماذا إذا أسندت بطولة الأمم الإفريقية إلى جنوب إفريقيا مستقبلا، فهل ستقام صيفا أم شتاء. علما بأن صيف شمال القارة هو شتاء جنوبها؟!
** فى الأمر لوغاريتم غير مفهوم.. إذ يبدو أن قرار الكاف له علاقة بقرار الفيفا بموعد إقامة بطولة كأس العالم للأندية فى ثوبها الجديد فى الصين عام 2021 بمشاركة 24 فريقا فى الفترة من يونيو إلى يوليو.. وتلك البطولة واحدة من أحلام إنفانتينو رئيس الفيفا، وهو يتوقع أن تدر دخلا يقدر بخمسين مليون دولار فى البطولة الواحدة. فكلما ارتفع عدد الفرق زاد عدد الرعاة.
** إذن ليس سبب إعادة الأمم الإفريقية إلى الشتاء هو اكتشاف الكاف لأحوال مناخ القارة فى مطلع 2020، وكانت أحوالا مختلفة فى مطلع 2017.. وصحيح أن التغير المناخى ظاهرة عالمية ودولية لكنها ليست بتلك الصورة ولا بتلك السرعة.
** الأندية الأوروبية التى ظلت لسنوات تطالب الاتحاد الإفريقى بتنظيم كأس الأمم صيفا أو كل أربع سنوات سوف ترفض إقامة البطولة فى الشتاء لأنها ستحرمها من نجومها الأفارقة. وفى الوقت نفسه قد يزيد ضعف البطولة بغياب النجوم الذين سيفضلون أنديتهم عن منتخباتهم. وكلما ضعفت كأس الأمم الإفريقية سوف يضعف التمويل ويقل عدد الرعاة.
** ماذا عن جنوب إفريقيا؟ أعلم أن مونديال 2010 أقيم فى شتاء الجنوب وقد كان فى الفترة من 11 يونيو إلى 11 يوليو.. فهل ستقام كاس الأمم الإفريقية فى الجنوب يوما ما فى شتاء القارة؟!
** كنت أتوقع أن يصدر الاتحاد الإفريقى بيانا واضحا يشرح أسباب إعادة بطولته الكبيرة إلى الشتاء وهل يرجع ذلك لموعد كأس العالم للأندية فى الصين عام 2021 أم لأسباب مناخية حقا. وما هو موقف الأندية الأوروبية من إقامة البطولة فى الشتاء وما تأثير غياب نجوم القارة عن بطولتها؟ ولماذا لا تقام كأس الأمم الإفريقية كل أربع سنوات بدلا من كل عامين.. فما صدر عن الكاف بشأن إعادة البطولة للشتاء غير مقنع ولا يهضمه عقل.
** يبدو أن الفنانة اللبنانية الكبيرة فيروز هى من ألهمت الكاف بقصة الصيف والشتاء. فهى التى أطربتنا فى شبابنا وفى أيامنا برائعتها: «حبيتك فى الصيف.. حبيتك فى الشتاء» حبيتك فى كل الأحوال (الأخيرة من عند الكاف)!