بقلم: حسن المستكاوي
** مبروك البطولة للزمالك.. مبروك الأداء الممتع للفريق.. مبروك هذا المدرب الذى جعلنا نرى عقله فى الملعب.. وربما يرى البعض أن ذلك تقييم مبكر لكن ميتشو قدم عروضا قوية فى مباريات ثلاث صعبة.. وآخرها أمام بيراميدز المنافس القوى الجديد فى الكرة المصرية الذى يقوده الفرنسى ديسابر ويضم بين صفوفه نخبة من النجوم.
** من وحى أداء المدرب الصربى ميتشو وأداء الفريق فى مبارياته أمام المقاصة والاتحاد وبيراميدز، يأتى عنوان هذا المقال، الذى يتشابه مع عنوان كتاب شهير وقديم صدر عام 1956 للكاتب الكندى وليام جاى عن الثورات العالمية.. وأهم شىء أن ميتشو قد يحدث ثورة فى أداء الزمالك. ثورة التكتيك الممتع. فهو يلعب شطرنج، ويحرك لاعبيه بمهاراتهم المتنوعة وينتج من المهارة الفردية لكل منهم قوة جماعية. فهو مدرب لا يمارس الطاولة بما فيها من رمية حظ ورمية زهر.
** المدرب الصربى تفوق فى المباراة النهائية على المدرب القدير ديسابر، ومن لحظة تشكيل البداية. فقد بدأ بمحمد عبدالشافى فى مركز الظهير الأيسر ولم يبدأ بعبدالله جمعة. وبدأ بشيكابالا فى الجناح الأيمن. وصنع بذلك توازنا بين الدفاع وبين الهجوم فى التشكيل العام للفريق. فقد التزم عبدالشافى بالواجب الدفاعى، والتزم شيكابالا بالجانب الهجومى. وكان التزامه هذا دفاعا بشكل غير مباشر، فكلما هاجم شيكابالا مع النقاز من الجبهة اليمنى كان ذلك معناه بناء استحكامات دفاعية من بيراميدز فلم يتقدم محمد حمدى، ولم يتقدم رجب بكار، وتحول وسط بيراميدز للمساندة الدفاعية مع براعة النقاز ومهارته فى الكرات العرضية، فكان إسلام عيسى ودونجا وإبراهيم حسن ثم عبدالله السعيد يتراجعون للدفاع، فخسر الفريق هجومه كله منذ لحظة البداية.. باستثناء الشبح إيريك تراورى الذى يتحرك ويظهر فجأة فى منطقة المنافس بعد اختفاء!
** التشكيل الأساسى للزمالك لم يمسه ميتشو فى المباريات الثلاث أمام المقاصة والاتحاد وبيراميدز. وإنما هو يغير فى مركزين أو مركز. وذلك وفقا لحاجته من المباراة، ووفقا لنقاط القوة فى منافسه. إذ يلعب بعبدالله جمعة. أو بعبدالشافى. وأحيانا يلعب بالاثنين معا فى أوقات من مباراة. كما أنه يبدأ بشيكابالا، أو يبدأ بأوناجم. ثم يدفع بشيكابالا ويخرجه ويدفع بأوناجم. وميتشو ينتج من نجومه أفضل ما عندهم.. لكنه لا يكتفى بذلك؟
** إنه يجرى تغييرات سريعة وحاسمة، دون انتظار، كأنه أعد التغييرات قبل المباراة وفقا للسيناريو المرسوم فى ذهنه. فأخرج شيكابالا ودفع بأوناجم. ثم سحب أوباما ودفع بإمام عاشور.. أخرج أحد نجوم المباراة شيكابالا وأخرج صاحب الهدف الأول أوباما، وفعل ذلك وهو متقدم، فلم يكن تقليديا فى تغييراته. يدفع بمدافعين للحفاظ على تقدمه ولكنه يدفع بمهاجمين دفاعا عن تقدمه.!
** ميتشو صاحب قرار ورؤية وعندما لعب أمام الاتحاد السكندرى بكل من أوناجم، وأوباما، وبن شرقى والسعيد، وهم يتميزون بسرعة الحركة وسرعة الجرى وسرعة القدمين.. فى المساحات الضيقة. لم يبدأ بشيكابالا الذى خطف قلوب أنصار الفريق فى مباراتين سابقتين. وكان ميتشو كمن يقرأ أسلوب الاتحاد الدفاعى الذى سيجعل مهمة شيكابالا صعبة. وهو بذلك يبدو كأنه يحفظ فرق الكرة المصرية.. فالاتحاد ضيق المساحات.. فمتى فعل ذلك؟
** مغامرة ديسابر الهجومية فى الشوط الثانى كانت مبكرة.. وأنتجت هدفا مبكرا للزمالك. بعد سبع دقائق فقط من بداية الشوط. والهدف فتح المساحات التى استغلت بصورة جيدة بواسطة بن شرقى وأوناجم والنقاز وساسى.. كما أخطأ ديسابر فى عدم البدء بالأوغندى عبده لومالا المدافع والمهاجم القوى الذى عطل الجبهة اليسرى للأهلى بالاشتراك مع رجب بكار.
** التكتيك الجيد جزء مهم جدا من متعة كرة القدم.