بقلم: حسن المستكاوي
** حفل رائع، وإنجاز جديد فى التنظيم المصرى لحدث رياضى كبير قامت فيه كل أجهزة الدولة بدور مهم لإنجاحه وخروجه بتلك الصورة المشرفة. هكذا جاءت احتفالية اختيار الأفضل فى إفريقيا بالغردقة. أحد أهم المقاصد السياحية المصرية.. فتعرف الكثير من نجوم الكرة فى العالم بجانب ملايين تابعوا الحفل عبر الشاشات على مكان مصرى ساحر يؤكد أن جغرافيا السياحة فى مصر شديدة التنوع.
** لماذا لم يحضر صلاح؟.. سؤال طغى على الحفاوة بالفائزين؟ ولا شك أن عدم حضور محمد صلاح حفل جوائز الأفضل فى إفريقيا قد يكون له أسبابه، لكن ليس من ضمن تلك الأسباب فوز ساديو مانى بالجائز والمؤسف أن عدم حضوره أدى إلى فتح أبواب الهجوم عليه بأساليب غير مقبولة، ويدرك أسبابها المراقبون جيدا لصفحات التواصل الاجتماعى التى تهاجم صلاح كلما نجح، وكلما رفع علم مصر، وكلما ارتفعت أسهمه. وهؤلاء وأمثالهم هم الذين شجعوا منتخب غانا ضد منتخب مصر وهم الذين لا يرون شيئا ناجحا فى مصر، وهم دائما ضد كل بطل مصرى، وكل مشروع مصرى، وكل إنجاز مصرى.. وأتكلم هنا عن قبيلة «بنى شتيمة» وليس عن الذين انتقدوا صلاح وكانوا يتمنون حضوره من أجل الحفل ومن أجل الاحتفاء به.
** قد يكون مقبولا هذا الأسف لعدم حضور صلاح، لأن الملايين يحبون وجوده بينهم، ويحبون أن يروه، ويستقبلوه. ولأن حضوره كان سيكون إضافة للحفل بالتأكيد. وإذا كان فى الرياضة فائز ومهزوم. فالملايين يحبون صلاح وهو الأول أو وهو الثانى. ولا يؤثر عليه ولا على شعبيته الفائقة عدم فوزه بالمركز الأول. وقد خرجت تفسيرات مريضة لعدم حضور صلاح الحفل. وخرجت تفسيرات منطقية لعدم حضوره ومنها أن أمام ليفربول مباراة يوم السبت المقبل مع توتنهام وما دام الفائز ساديو مانى فمن الأفضل إدخار جهد صلاح. تماما كما لم يحضر رياض محرز لمشاركته فى ديربى مانشستر سيتى ومانشستر يونايتد وقد تألق محرز فى المباراة.. فهل تعرض النجم الجزائرى لمثل الهجوم الذى تعرض له صلاح..؟
** الأسف والنقد لعدم حضور محمد صلاح يمكن أن يكون مقبولا لكن هذا الهجوم والسباب وقلة الأدب ضد صلاح يكشف كثرة الصيادين فى الحسابات المزيفة والوهمية لرموز مصرية.. ثم ألا ترون أن عدم حضور صلاح يكاد أن يكون مساويا للحب الذى ناله ساديو مانى من المصريين ولفوزه بالجائزة.. فماذا لو كان صلاح قد حضر بالفعل؟ أليس محتملا أن يخطف الاضواء من الفائزين جميعا؟
** دون مفاجآت إطلاقا جاءت نتائج اختيارات أفضل النجوم الأفارقة فى عام 2019.. ففوز ساديو مانى كان متوقعا قبل شهر، كذلك فوز يوسف البلاليلى ومنتخب الجزائر وجمال بلماضى وأشرف حكيمى.. ولا شك أن مانى حصد الحفاوة والاحتفاء والحب لتواضعه، ولأنه يستحق، بمعايير الكاف. فهو تساوى مع صلاح فى كل شىء. بطولة أوروبا ولقب السوبر الأوروبى. وكأس العالم للأندية وعدد الأهداف. لكنه سبقه بلعب نهائى الأمم الإفريقية مع السنغال. فيما فاز البلاليلى لفوزه مع الترجى بالبطولة الإفريقية ومع منتخب الجزائر بكأس الأمم. بينما كان هدف محرز هو الأفضل لأهمية الهدف وتوقيته. وكذلك استحق جمال بلماضى لقب المدرب الأول لما قدمه مع منتخب الجزائر من أداء رائع فى الأمم الإفريقية.
** مازلت أعتقد أن الإبداع والابتكار للاعب يجب أن يكون محسوبا عند منحه جائزة فردية بمساندة فريق كامل. فالبطولات يحققها فريق وليس لاعب. والجائزة يجب أن تذهب للاعب الذى يحب الجمهور أن تذهب إليه الكرة للاستمتاع بمهاراته.