بقلم : حسن المستكاوي
** فاز محمد صلاح بصك البراءة من جانب صحفيين ومحللين رياضيين فى محطات تليفزيون بريطانية، وذلك بالتأكيد على أنه رفع يده فرحا لحظة تسجيل زميله البرازيلى فيرمينيو هدف الفوز لفريقه، وذلك قبل أن يلقى بزجاجة مياه أرضا وغضبا، وهو يجلس مع البدلاء..!
** تركت الصحف البريطانية الفوز الصعب الذى حققه ليفربول على باريس سان جرمان وأمسكت فى زجاجة صلاح. وهى تلك الزجاجة التى ألقى بها صلاح أرضا بانفعال عقب تسجيل فيرمينيو الهدف الثالث فى الوقت المحتسب بدل الضائع، وبعد خروج محمد صلاح فى الدقيقة 85 والنتيجة كانت التعادل 2/2، والتقطت عدسات «بريتيش تيليكوم» هذا المشهد. وتساءلت صحف الجارديان، وديلى ميل، وذا صن، وديلى إكسبريس، وغيرها: هل عبر صلاح عن غضبه بالهدف أم أنه شعر بأنه شفى من شعوره بالمسئولية لتعادل باريس سان جرمان بالهدف الثانى نتيجة خطأ فى التمرير..
** أجمع كل من ريو فيردناند، ومايكل أورين، وجون أرنى على أن صلاح عبر عن سعادته بالهدف برفع يده فرحا قبل أن يلقى بزجاجة المياه أرضا، فى تعبير نظن أنه شعور بتخلصه من ألم تسببه فى تسجيل مبابيه هدف التعادل لباريس سان جرمان إثر خطأ منه.. وكان هؤلاء النجوم سئلوا: هل ترون هذا السلوك يعكس مشكلة ما بين صلاح وبين زملائه بالفريق؟
** رد ريو فيردناند نجم مانشستر يونايتد السابق قائلا: أعتقد أنه كان سعيدا بالهدف. أرجو ذلك. لقد احتفل صلاح بطريقته. فقبل أن يلقى بزجاجة المياه رفع يده فرحا وتعبيرا عن سعادته بالهدف..
** فى المقابل انقسم جمهور ليفربول على تويتر فى كيفية رؤيته لتصرف محمد صلاح. البعض شاهده غاضبا، والبعض شاهده سعيدا.. وأنه قبل إلقاء الزجاجة بثانية رفع يده فرحا بالهدف..
** درجة الاهتمام بتصرف صلاح، تعود إلى نجومية صلاح. فهذا النجم الفائز بحب جماهير ليفربول اقتحم القلوب بأهدافه الـ44 التى سجلها الموسم الماضى، وبمهاراته، وبإبداعه، وبسرعته، وبتواضعه وبتلك الابتسامة الدائمة التى كان يرسمها على وجهه وهو يلعب. فنقلت إلى المدرجات شعوره بالاستمتاع باللعب، وهو ما غاب عنه منذ بداية هذا الموسم بسبب الضغوط التى يتعرض لها، وأهمها انتظار تسجيله لأهداف فى كل مباراة يشارك بها، بجانب الضغط الإعلامى الهائل، ورصد تصرفاته داخل الملعب وخارجه، وتقييم تلك التصرفات..
** لكن اللافت للنظر أن جمهور ليفربول حاول التخفيف على محمد صلاح أثناء مباراة باريس سان جرمان بالغناء له بأنشودة المحبة التى قدمها نفس الجمهور لصلاح خلال الموسم الماضى، إدراكا بأنه يعانى من الضغط.. إلا أن صلاح عليه أن يتعامل باحتراف ويمنح نفسه درجة مناعة ضد الضغط، يحاول، ويتعامل مع المباريات بشكل أبسط، وهو ليس فى حاجة إلى نصائح بالتأكيد، إلا أن عليه أن يلعب السهل، ويكرره كثيرا، فسوف يكون الصعب سهلا فيما بعد..
** يبقى بالمناسبة أن محمد صلاح حصل على 7 من عشرة فى تقييم الصحف لأدائه فى تلك المباراة، وهى درجة لابأس بها.. والأهم الآن أن يسترد صلاح ابتسامته وهو يلعب..
نقلًا عن الشروق القاهرية
المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع