بقلم : حسن المستكاوي
** نظر المدرب الإسبانى روبرتو مارتينيز إلى دكة الاحتياطى فوجد بجواره مروان فيلاينى وناصر الشاذلى. فقرر الدفع بهما بدلا من ميرتينز وكاراسكو.. وقد كان فريقه مهزوما بهدفين للا شىء أمام اليابان. وكان بائسا، يبدو قريبا للغاية من بوابة الخروج من دور الستة عشر.. ومع التغيير سجل يان فيرتونخين هدفا لبجيكا من كرة مرتدة من الدفاع اليابانى قابلها مدافع توتنهام برأسه بشكل رائع من الجهة اليسرى لمنطقة الجزاء لتسقط الكرة داخل شباك كاواشيما.. وبعد دقائق قليلة سجل فيلاينى هدف الإنقاذ والتعادل، لينتفض الفريق البلجيكى وتدب فى أوصاله الحياة والأمل.
** فى الدقيقة 94.. والنتيجة هى التعادل 2/2 بين بلجيكا واليابان. أمسك كورتوا حارس مرمى بلجيكا بالكرة وقرر هو أن يبدأ الفريق هجوما مضادا. فانطلق خمسة لاعبين بسرعة شديدة فى هجمة مرتدة فى سباق ضد عقارب الساعة، وانتهت عند مونييه الذى مرر كرة عرضية زاحفة داخل منطقة الجزاء ليدعها رأس الحربة لوكاكو تمر من بين أقدامه فى تفويته عبقرية، قبل أن تصل الكرة إلى الشاذلى الذى سدد بكل سهولة مسجلا هدف الانتصار.. والسؤال هو كيف صبر لوكاكو ولم يسدد هو؟ كيف تحملت أعصابه فى تلك اللحظة قراره بأنه يترك الكرة وهو يواجه المرمى ويتركها لزميله القادم خلفه؟
** صدمت اليابان فى تلك اللحظة.. بكت اليابان، ألما وحزنا على الفوز الذى ضاع، وهى لم تخسر وحدها المباراة، وإنما خسرتها الكرة الأسيوية كلها. تلك القارة التى تملك قدرات وإمكانات عالية وقوية ماليا واقتصاديا، وأكبر 4 رعاة للفيفا من أسيا، وأكبر دولة تنفق على كرة القدم فى العالم هى الصين؟ ولم يصدق اكيرا نيشينو مدرب منتخب اليابان عينيه وهو يرى الهدف الثالث يهز شباكه، وقد قال: «لم أكن أتصور أنهم سيقومون بهجمة مرتدة مثل هذه. اللاعبون أيضا لم يكونوا ينتظرون هذا، الكرة دخلت إلى الشباك فى غضون ثوان قليلة، فى تلك اللحظة شعرت بالسخط على الطريقة التى تعاملنا بها مع تقدمنا فى النتيجة»!
** أخطأ مدرب اليابان حين سمح للاعبيه بالتقدم والهجوم ولم يتدخل للحد من نشوتهم، ومن رغبتهم فى زيادة عدد الأهداف دون إدراك أنهم يلعبون فى مباراة فاصلة حاسمة فى كأس العالم. فلماذا ظل اليابانيون يغامرون ويهجمون؟
** كانت هى المباراة رقم 23 على التوالى التى يخوضها منتخب بلجيكا دون هزيمة، فآخر خسارة للفريق كانت أمام منتخب إسبانيا عام 2016.. وصنع البلجيك فريقا قويا عامرا بالنجوم. هازارد، ودى بروين، وفيرتيجوين ولوكاكو وكورتوا..وبالطبع ناصر الشاذلى وفيلاينى.. فهل يمكن لبلجيكا الآن الفوز بكأس العالم بعد هذا القدر الهائل من بناء الروح والأمل بعد هذه المعركة؟
** ستواجه بلجيكا مهارات البرازيل الفردية والجماعية فى دور الثمانية. ستكون مواجهة بين فريقين يملكان عدة أسلحة متنوعة. وكلاهما بارع فى تغيير الإيقاع، واللعب بسرعات المباراة. ويرى كثيرون أن الفريق الذى يمر منهما من هذا اللقاء سالما وغانما بالفوز سيكون قريبا للغاية من إحراز اللقب.
** كانت مباراة حافلة بالدراما شأن مباريات عدة فى هذا المونديال المجنون الممتع والمثير، الذى شهد انتصارات خاطفة وقاتلة فى اللحظات الأخيرة. وقد كان الفريق اليابانى يستعد للعب الوقت الإضافى بعد فوزه الضائع، بينما انطلق خمسة لاعبين من بلجيكا فى سباق ضد الساعة وسجلوا هدفا جماعيا ممتعا قبل 31 ثانية من النهاية دون انتظار للعب هذا الوقت الإضافى الذى ظنه اليابانيون!
نقلًا عن الشروق القاهرية
المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع