توقيت القاهرة المحلي 13:28:44 آخر تحديث
  مصر اليوم -

يوم الدين

  مصر اليوم -

يوم الدين

بقلم-عبلة الرويني

لا شيء في الحكاية.. وكل شيء في الحكاية.. هذا هو إبداع فيلم (يوم الدين) للمخرج أبو بكر شوقي.. تلك البساطة الشديدة، الوجوه الطازجة، الأماكن الطبيعية المفتوحة، النهار في الأغلب والعذوبة.. معزوفة موسيقية تتسلل شيئا فشيئا داخلنا، فنزداد رهافة وإنسانية... بشاي (راضي جمال) الذي اختار أن يظل داخل مستعمرة الجذام، يعمل جامعا للقمامة، رغم تعافيه من المرض.. يظل بالمستعمرة تجنبا للخروج إلي الحياة ومعاملته كمنبوذ!!.. لكنه بعد موت زوجته (المريضة عقليا) قرر أن يغادر المستعمرة إلي أقصي الصعيد، تحديدا إلي قرية (أبو حور) بمحافظة قنا، للبحث عن عائلته وأبيه، الذي تركه أمام المستعمرة صغيرا.. تبدأ رحلة بشاي (ورحلة الفيلم) علي عربة خشبية يجرها حمار (حربي) ويرافقه طفل نوبي يتيم يسمي (أوباما) لبشرته السمراء... رحلة في عالم المنبوذين والمضطهدين والمهمشين، في حركة الشارع وحجم التمييز السائد.. وفي اختيار بشاي المسيحي وأوباما النوبي، دلالة تضاعف معاني التميز والإضطهاد، دون مباشرة أو إفصاح..

حوار أبو بكر شوقي (المخرج والمؤلف) بسيط في معظم المشاهد، لكنه يتجاوز أحيانا وعي الشخصية، متكلما بلسان المؤلف نفسه.. ورغم أن راضي جمال (بشاي) يقف للمرة الأولي أمام الكاميرا، فهو ليس ممثلا، ولكن مريض متعافي من المرض، جاء أداؤه طبيعيا تماما، كمن يقدم معاناته الشخصية.. ورغم ملامح وجهه المطموسة بسبب المرض، وصوته الملتهم للحروف، والحيادي النبرة في معظم الأحيان، فإن التشوهات التي لحقت بالشكل الخارجي، وحالت دون القدرة علي التعبير، لم تستطع أن تمس الروح الجميلة، المرحة والإنسانية.. نفس الأمر بالنسبة للطفل أوباما (أحمد عبد الحفيظ) هو أيضا يقف أمام الكاميرا للمرة الأولي، وهو أيضا لا يمتلك التعبير بالوجه ولا بالصوت، لكن قوة الحضور الإنساني تصوغ المشاهد.. طوال الفيلم لا توجد عبارات عاطفية، لا يوجد إغراق في المشاعر، ولا ميلودرامية، علي العكس كل المواجهات العاطفية داخل الفيلم، تعمد المخرج إخفاءها أو عدم إكمالها (لحظة لقاء بشاي بشقيقه، إضاءة اللقاء بأبيه)..
لا شيء يمكن الإمساك به في(يوم الدين) حيث تتحقق العدالة وتتحقق المساواة.. لا شيء يمكن الإمساك به، تماما كالضوء، يغمرك كاملا، لتخرج من الفيلم أكثر عذوبة وأكثر إنسانية.

نقلا عن الاخبار

المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

يوم الدين يوم الدين



GMT 20:22 2023 الخميس ,19 تشرين الأول / أكتوبر

مليونية ضد التهجير

GMT 03:11 2023 الأربعاء ,21 حزيران / يونيو

الخالدون أم العظماء

GMT 04:43 2023 الإثنين ,19 حزيران / يونيو

كل سنة وأنت طيب يا بابا

GMT 04:15 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

الزعامة والعقاب... في وستمنستر

GMT 03:32 2023 الأحد ,18 حزيران / يونيو

حدوتة مصرية فى «جدة»

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:22 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
  مصر اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 09:31 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة
  مصر اليوم - الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 10:54 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر
  مصر اليوم - الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 15:05 2024 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

شيرين رضا خارج السباق الرمضاني 2025 للعام الثالث علي التوالي
  مصر اليوم - شيرين رضا خارج السباق الرمضاني 2025 للعام الثالث علي التوالي

GMT 10:18 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25
  مصر اليوم - نيسان تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان نيسمو الـ25

GMT 08:11 2024 الخميس ,31 تشرين الأول / أكتوبر

وجهات سياحية مميزة توفر متعة التزلج في فصل الشتاء

GMT 16:32 2020 الجمعة ,18 كانون الأول / ديسمبر

والدة الفنان المصري عمر كمال تكشف موقفها من عمله

GMT 09:42 2020 الأحد ,06 كانون الأول / ديسمبر

تعرف على قائمة الإجازات الرسمية 2021 في مصر

GMT 02:51 2020 الجمعة ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

إصابة لاعب الأهلي المصري محمد أشرف بكورونا

GMT 20:23 2020 الأربعاء ,28 تشرين الأول / أكتوبر

طوارئ في قرية في محافظة قنا بسبب كورونا

GMT 18:31 2020 الإثنين ,28 أيلول / سبتمبر

مورينيو يوضح إصابة سون هي الأولى فقط المزيد قادم

GMT 09:49 2020 الإثنين ,27 تموز / يوليو

جيونبك يعزز موقعه في وصافة الدوري الكوري
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon