بقلم-عبلة الرويني
جهل ونصب ودجل وتجارة وفوضي عارمة.. الجميع يفتي في صحة المواطن، والجميع أيضا لا يتردد في كتابة »روشتات» العلاج.. الشيخ، الطباخ، الحلاق، التاجر، مندوب الإعلانات.. والنتيجة سوق تجاري ضخم للعلاج الفاسد والمغشوش، يهدد صحة المواطنين بالأساس.. وهو ما يفرض التدخل الحاسم من نقابة الأطباء ووزارة الصحة والإعلام وجهاز حماية المستهلك ومؤسسات المجتمع المدني أيضا.. والتدخل الحاسم قانونيا، لصيانة حياة الناس وحماية صحتهم... في الأسواق التجارية ومحلات الهدايا، وأحيانا علي الأرصفة، تباع عدسات العين اللاصقة الملونة، مجهولة المصدر، دون رقابة ودون ضمان طبي!!.. يؤكد د.حازم ياسين أستاذ جراحة العيون بالقصر العيني، خطورة هذه العدسات، لأنها تؤدي في الأغلب إلي قرح العين ومشاكل في القرنية، وقد تصل إلي فقدان البصر...
وفي أحد برامج الطهي علي الفضائيات، اتصلت سيدة بالشيف شربيني، أخبرته أن السكر يرتفع لديها إلي 700 فنصحها (بالحلبة) كبديل للأنسولين، واستطرد أنه يشفق علي الأطفال من الأنسولين، وينصح بالحلبة كبديل!!... د.إيناس شلتوت أستاذ الباطنة والسكر بجامعة القاهرة، إعتبرت هذا الكلام كارثة بل وجريمة.. فأن يخرج شخص ليس متخصصا، ويفتي بعلاج السكر، وينصح بوقف الأنسولين، ويقترح طعاما بديلا، فهو أشبه بالقتل الخطأ، لأن ما يقوله قد يودي بحياة الملايين!!... إعلانات الفضائيات والبرامج الطبية (التجارية الاستثمارية) ووهم العلاج بالأعشاب ومستحضرات علاج الألم وتفتيح البشرة والنحافة، تباع (أونلاين) دون ترخيص، دون التصريح ببيعها في الصيدليات!!.. وأونلاين أيضا مئات ممن يسمون أنفسهم خبراء ومستشاري تغذية، يقدمون الوجبات الطبية للمرضي، رغم أن الموضوع مجرد تجارة وبيزنيس يقوم به غير المتخصصين، ولا علاقة له بالصحة!!
نقلا عن الاخبارالقاهرية
المقال يعبّر عن رأي الكاتب وليس بالضرورة رأي الموقع