بقلم - صبري غنيم
- أنت تدفع فى تذكرة رجال الأعمال ما يقترب من العشرين ألف جنيه لتحصل على مكان درجة رجال الأعمال للذهاب إلى لندن، شأنك شأن أى راكب على الخطوط الأجنبية، والشهادة لله أن مصر للطيران فى عصر كابتن منار عنبة، وزير الطيران، أصبحت تتفوق على الخطوط الأجنبية، وأن جميع الأجانب الذين يستخدمون مصر للطيران فى السفر إلى بلادهم يحيون الطيار المصرى على كفاءته فى الإقلاع والهبوط، حتى أصبح الطيار المصرى عنوانا مشرفا لمصر للطيران على الخطوط الأوروبية.
- وهنا يحضرنى سؤال: هل يحصل راكب درجة رجال الأعمال على الحقوق التى وفرتها الشركة لراكب هذه الدرجة فى تسلم حقائبه عند الوصول أو إنهاء إجراءات الجوازات عند وصوله إلى مطار القاهرة؟!، هذا سؤال يفرض نفسه من خلال عدة تجارب عشتها بنفسى.. العلاقات العامة فى مصر للطيران تحاول أن تبذل قصارى جهدها فى إسعاد راكب درجة رجال الأعمال، لكن عدم استجابة موظفى مصر للطيران للخدمة أفسد الالتزام الأدبى، ووضع وزير الطيران فى حرج أمام ركاب درجة رجال الأعمال، فمشكلة حقائب ركاب درجة رجال الأعمال مشكلة قديمة جدا، فقد أتى عليها أكثر من وزير طيران، وللأسف لم ينجح أحدهم فى أن يعطى حقائب درجة رجال الأعمال الأولوية فى التسليم، مع أن أحد مخازن العفش مخصص منها مخزن باسم ركاب درجة رجال الأعمال، وللأسف لم يلتزم عمال الشحن عند تفريغ الحقائب الخاصة بركاب هذه الدرجة، فأحيانا تجد راكبا من ركاب هذه الدرجة يتسلم حقيبة له بعد تفريغ حمولة الطائرة بالكامل، وهذه هى المأساة، فالوزير يبذل قصارى جهده، ويشدد على احترام بروتوكول درجة رجال الأعمال، لكن عمال الشحن فى محطة الوصول للأسف تتفشى بينهم الفوضى، وكسر البروتوكول، فتجد حقائب ركاب الدرجة السياحية فى مقدمة التفريغ، والراكب الذى دفع أضعاف قيمة التذكرة للأسف حقائبه فى ديل الطائرة.
- لقد عشت هذه التجربة بنفسى أثناء علاجى فى لندن وعودتى منها إلى القاهرة، رأيت بنفسى الكابتن ياسر فهمى، مدير محطة مصر للطيران بلندن يشدد على إيداع حقائب درجة رجال الأعمال فى مخزن مخصص لها، لكن المشكلة فى عمال الشحن بالقاهرة، فالفوضى تبدأ على أيديهم، مع أن الحقائب تأتيهم من لندن منظمة وعليها «ليبل» يحمل أولوية التفريغ، للأسف يستخدمون الطناش، وكأن راكب درجة رجال الأعمال شأنه شأن الراكب الذى يجلس فى مؤخرة الطائرة..
- للأسف شاهدت المشكلة أمام عينى عند وصولى إلى القاهرة.. هيئة الميناء جمعت بين رحلتى لندن ودبى على سير واحد، ولكم أن تتخيلوا الركاب كيف كانوا يحشرون رؤوسهم وهو يتابعون السير بحثا عن حقائبهم، فالتقصير هنا ليس من وزارة الطيران لكن للأسف من هيئة الميناء التى لا يتواجد أحد من المسؤولين فيها أثناء عملية تفريغ الرحلات على السير، المهم وصلت حقائبى، وكانت آخر الحقائب، وحمدت الله أنها جاءتنى، ومن حسن حظى أننى عبرت الدائرة الجمركية فى ثوان بسبب تعاون رجالها مع ركاب الطائرتين.. بصراحة أشفقت على الوزير الناجح كابتن منار عنبة، فالرجل يبذل قصارى جهده فى محاولة تغيير سلوكيات العاملين فى الشحن، لكى يضمن أداء يتسم بالمسؤولية، لكن للأسف يحتاج هذا التغيير ليضمن تغيير سلوك هذا البشر، فقد تعودوا على الفوضى، ولم يعد الأداء المتميز يهمهم حتى يستعيده الراكب مرة ومرتين وثلاثًا، مع أن العمل فى مصر للطيران يحتاج إلى مزيد من الاهتمام، بحيث تكون الخدمة متميزة لأن العائد عليها مطلوب.. عن نفسى أشكر العاملين فى مصر للطيران فى المحطات الخارجية، وبالذات محطة لندن تليها محطة باريس، ثم محطة ميونخ.. وأقول لوزير الطيران كان الله فى عونك، فأنت محتاج بشر يفهم معنى المسؤولية.