بقلم - صبري غنيم
- أكيد أن الحوار الوطنى لن يكون مقصورًا على المصريين داخل مصر، بل سيطول أبناءنا فى الخارج، المهم أن نتيح لأكبر عدد منهم فرصة الاشتراك فى الحوار بشرط أن تكون هناك خطوط حمراء يشترط فيها أن يكون المتقدم للحوار له سابقة أعمال فى بلده، بمعنى أن يتمتع بحس وطنى، وأن اتصاله لم ينقطع عن الوطن أكثر من عشر سنوات.. أنا من الأشخاص المشجعين للمرأة المصرية فى الخارج.. الشهادة لله أن مصر لها نماذج مشرفة للبنت المصرية فى الخارج، منهن من يعملن فى البحث العلمى ويتمتعن بحس وطنى كبير، نحن فى حاجة إلى أن نستمع إلى هذه العناصر، أكيد عندها رؤية وأفكار يستفيد منها الوطن.
- هذا الكلام أقوله بمناسبة فتح باب الحوار للراغبين فى الحوار الوطنى، فالدولة لن تفرض شروطًا على المشاركين ولكنها تفضل العناصر الوطنية التى لها بصمات فى هذا الوطن، على الأقل يجب أن نقيم سدًا منيعًا عن العناصر الخبيثة التى تدعى الوطنية وهم يعملون فى مخططات إرهابية إخوانية، لابد أن نكون حذرين فى اختيارنا للمشاركين فى الحوار الوطنى.
وهنا أتمنى أن نشرك طلاب المدارس الثانوية الذين تخطوا العشرين من العمر، على الأقل نتعرف على أفكار النبت الأخضر من النشء الجديد.. فى الخارج هذه الأعمار تأخذ فرصتها وتجد من بينها كوادر شابة تتحدث فى السياسة وشؤون البلد، لماذا لا نزرع فى هذه الأعمار عندنا فى مصر الحس الوطنى وكل ما يهمنا من سياسة ودور مصر فى الخارج؟ على الأقل نضمن لهذه الأعمار بعد انتهاء دراستها الجامعية تحديد مواقعهم، فقد يختار البعض منهم استكمال دراسته فى الخارج، وبهذا نضمن غربة أولادنا بين الغرباء وهم يتمتعون بحس وطنى مصرى.
- على أى حال الحوار الوطنى المزمع إقامته فى مصر لن يكون حوارًا حزبيًا أو حوارًا عن الشخصية المصرية وحدها بل سيكون عن مستقبل وطن، الإنجازات التى تحققت على أرض مصر، فأصبحنا على أبواب جمهورية ثالثة غنية بالخبرة الوطنية وبالعقلية المصرية المتطورة، فنحن فعلاً فى حاجة إلى عقول متطورة وسواعد قوية وقلوب نقية تعمل فى حب مصر.
مؤكد أن المواطن المصرى فى عصر الجمهورية الثالثة سيكون أحسن حظًا من الذين عاشوا الجمهوريات السابقة، وقت أن كانت الحكومات تستغل معاناة الشباب فى البحث عن فرصة عمل، أو شاب يبحث عن شقة، هذه المشاكل تغيرت ولم تعد مشاكلنا هى البحث عن شقة أو وظيفة، فالجمهورية الثالثة وفرت ملايين من فرص العمل للشباب، ونجحت القيادة السياسية فى القضاء على العشوائيات وحل محلها الإعمار والتجديد.
وأصبح أى مواطن يتطلع إلى تغيير سكنه بسكن آخر لديه الفرصة الآن فى الحصول على شقة من شقق الإسكان الاجتماعى وبأسعار رخيصة، نحن نهدف من وراء هذا الحوار الوطنى لأن نخرج بعدة مبادئ أهمها البناء الوطنى السليم واستثمار الفرص الضائعة بحيث تكون مصر قد عبرت المشاكل المستعصية ولم تعد مشكلتنا هى البطون.. أتمنى اليوم الذى يكون حوارنا فيه عن المستقبل.