بقلم - صبري غنيم
- خلال رحلتى إلى لندن لمتابعة الأطباء الأسبوع الماضى، جمعنى لقاء مصادفة مع السيد محافظ البنك المركزى الرجل المحترم طارق عامر «ذلك الإنسان».. وفى اللقاء، سألت السيد محافظ البنك المركزى عن سبب الحزن العميق الذى أصابه برحيل السيدة مرفت سلطان رئيس بنك تنمية الصادرات - رحمها الله - وزيارته لقبرها وتواجده فى العزاء بمسجد الشرطة حتى نهاية العزاء.
فاجأنى المحافظ بأنه فعلًا كان مصدومًا بخبر وفاتها، وأن الفقيدة كانت تحتل مساحة من الاحترام والتقدير على اعتبار أنها كانت تتمتع بالحس الوطنى، وهنا يذكر لها موقفًا محترمًا عندما كانت تترأس أحد فروع البنوك العالمية فى مصر فى الفترة ما بين عامى (٢٠١٢- ٢٠١٣)، وكانت بداية لقائه بها فى دبى، حيث سافرت إلى هناك لتشارك فى اجتماعات البنوك، لتعزيز فتح اعتماد شراء البترول لمصر من خلال اعتماد قيمته تزيد على مائتى مليون دولار، وقد كان مطلوبًا من البنوك أن تقوم بتعزيز هذا الاعتماد طبقا للقواعد المصرفية، حيث كانت بعض البنوك متحفظة بسبب مركزنا المالى فى تلك الفترة، حيث كان بالمعايير المصرفية من الصعب التصديق على هذا الاعتماد، لكن (مرفت) ظلت تقاتل لكى يصادق بنكها على فتح اعتماد البترول لمصر، فقد كانت تتمتع بالحس الوطنى حتى نجحت فى مهمتها وتحقق لمصر ما أرادته.. وتمر الشهور، ويتحسن الوضع المالى لمصر، ويستعيد البنك المركزى عافيته بين البنوك العالمية، ويقول عامر: عندما قررت تعيين رئيس للبنك المصرى لتنمية الصادرات، اخترتها لهذا الموقع.. والشهادة لله حققت نجاحات غير متوقعة فى إدارة وتطوير البنك.
- ومن الطبيعى أن أحزن على وفاة سيدة تتمتع بالحس الوطنى، كانت عاشقة لوطنها فى الأداء والتطوير، حتى أصبح بنك تنمية الصادرات من البنوك التى تتمتع بالاسم الكبير، وكان من الطبيعى أن أشارك فى عزائها وأحزن على رحيلها.
- هذه هى عظمة طارق عامر الإنسان الوفى لبلده، فهو فخور بدعم البنك المركزى لجميع المبادرات الرئاسية، وفخور بالذات بمبادرة الرئيس السيسى فى توفير العلاج مجانًا لكل مواطن، فقد أكد لى أن البنوك تحملت من ميزانية المسؤولية المجتمعية جميع مصاريف علاج المواطنين الذين كانوا على قوائم الانتظار لإجراء عمليات جراحية.. فكانت مبادرة الرئيس هى طاقة النور لمرضى يقفون بالشهور الطويلة على أبواب المستشفيات فى انتظار من يحنو عليهم ويتبنى علاجهم، حيث كان البنك المركزى داعمًا للمبادرة الرئاسية.
- سألت محافظ البنك المركزى عن ظاهرة انتشار ماكينات الصراف الآلى، والتى كانت سببا فى التيسير على المواطنين أثناء جائحة كورونا.. قال: إن عدد هذه الماكينات وصل حاليا إلى ما يزيد على سبعين ألف ماكينة، وأن البنك المركزى هو الذى يوفرها للقطاع المصرفى، وقد أشاد المحافظ بالنهضة التى حققها القطاع المصرفى فى مصر، فمثلًا لو نظرنا إلى حجم الميزانية الإجمالية للبنك الأهلى المصرى كمثال نجدها قد اقتربت من الثلاثة تريليونات.. وأسمع من يحيى أبوالفتوح نائب رئيس البنك الأهلى المصرى أن إجمالى ميزانية البنك الأهلى قد وصل إلى 3.2 تريليون جنيه، بإجمالى حجم ودائع بلغ 2.7 تريليون جنيه.