بقلم - صبري غنيم
الأسرة المصرية تدفع آلاف الجنيهات فى المدارس الخاصة عند قبول أطفالهم فى مرحلة رياض الأطفال، وهنا اقترح على وزير التربية والتعليم: لماذا لا يقوم بتحويل مدارس رياض الأطفال إلى مدارس لغات؟.. على الأقل ما يدفعه الأهالى فى المدارس الخاصة يدفعونه فى مدارس الدولة، وتلتزم الدولة بتوفير مدرسى اللغات فى مدارس رياض الأطفال، وبهذا نضمن أن ينمو الطفل فى رياض الأطفال وهو يتكلم اللغة الإنجليزية.
- نحن نريد طبقة من أولادنا مثقفة لغويًّا، وتعليم الأطفال اللغات التى يستوعبونها بسرعة ونحن نراهم فى مدارس اللغات يتحدثون الإنجليزية والفرنسية والألمانية.
- إن تطوير التعليم أصبح مطلوبًا بمشاركة البيت المصرى، المهم ألّا نرمى عبئه على الدولة، فمدارس اللغات تحقق أرباحًا طائلة بمشاركة أولياء الأمور.
- إذًا عملية تطوير التعليم تخرج من البيت المصرى وتساندها الأسرة المصرية، وهنا أقول لوزير التعليم لقد ماتت العالمة الدكتورة مارى سلامة، مؤسِّسة مدارس بورسعيد بالزمالك، وأذكر أننى عندما قمت بطلب إلحاق ابنى وابنتى بهذه المدارس أجْرَت مارى سلامة بنفسها اختبارًا شخصيًّا لى فى اللغة، وقالت لى: غير معقول أن يتعلم الطفل اللغة والأب والأم يجهلان اللغة الإنجليزية، هذا هو التطوير العلمى الصحيح. المطلوب فى مدارسنا أن نبدأ بالطفل، ثم ننتقل إلى أولياء الأمور.. بهذا نضمن أن يتحدث الطفل اللغة، ويطل على العالم الخارجى.
- مصر محظوظة بمدارس اللغات فيها، ومعظم أطفالنا يتحدثون اللغات الأجنبية، وهذا وحده كفيل باستكمال تعليمهم العالى فى أى دولة.
- عن نفسى، دخلت هذه التجربة عندما كان ابنى حسام تلميذًا فى مدرسة بورسعيد، وكان يتحدث اللغة الإنجليزية بطلاقة، وأذكر عندما تقدمت مارى سلامة باستقالتها إلى وزير التعليم وانسحبت من عملها وتضامنت معها هيئة التدريس. لقد تعجبت عندما كلفت وزارة التربية والتعليم مجموعة من المدرسين بالعمل فى مدارس بورسعيد، وأول شىء طلبه هؤلاء المدرسون من التلاميذ أن يترجموا المناهج التى تُدرس لهم.
- الشهادة لله، أننى تعرفت على مستوى ابنى فى اللغة الإنجليزية، وعليه ألحقته بمدرسة إنجليزية خاصة فى إنجلترا، حيث سافر ابنى إلى هناك، وكان يتحدث اللغة الإنجليزية أفضل من الإنجليزيين أنفسهم، وهذه هى فائدة تعليم الأطفال اللغة فى سن مبكرة.
- اليوم، تخرج حسام فى كلية الطب، وأصبح أستاذًا فى الجامعة، والفضل هنا لمديرة مدارس بورسعيد، رحمها الله، الفاضلة المرحومة مارى سلامة، فقد كانت لها نظرية الاهتمام بالطفولة فى سن مبكرة وتعليم الأطفال اللغات فى مرحلة مبكرة عن تعليمهم فى المرحلة الإعدادية.
- أتمنى أن تكون نظرة وزير التربية والتعليم نظرة استثمارية، نضمن بها تعليم أطفالنا، والقيام بالتعاقد مع مجموعة من المدرسين الأجانب للعمل فى مصر، وسوف يسهل على أطفالنا بعد انتهاء المرحلة التعليمية الأولية استكمال تعليمهم العالى سواء فى مصر أو خارج مصر