بقلم - صبري غنيم
الكاتبة الصحفية الكبيرة سناء البيسى تعرفت عليها فى بداية عملها بـ«أخبار اليوم»، وبعدها بشهور رأيتها تكتب فى مجلة الجيل، فقد أخذ بيدها الكاتب الكبير أحمد رجب، وفجأة نقلها أستاذنا الكبير محمد حسنين هيكل من «أخبار اليوم» إلى «الأهرام»، وفى عام 1995 خرجت علينا بمجلة «نصف الدنيا» ونجحت فى أن تكون لسان حال المرأة المصرية والعربية، وخلال رئاستها تحرير «نصف الدنيا» احتضنت الكوادر الشابة من الجنسين، وبالتالى أصبح لها أول مدرسة صحفية تجمع بين الشباب والشابات، فرأينا من بينهم الشاعر أحمد الشهاوى، والكاتب عمر طاهر، ثم الكاتب الساخر الشاب وائل الملاح، الذى أمضى عامًا من عمره فى دراسة الصحافة بإنجلترا، وفاز فى العام الماضى بجائزة نقابة الصحفيين عن الكتابة الساخرة وله عشرة كتب، وفى نفس الوقت فازت زميلته عزيزة فؤاد بجائزة النقابة عن حياة الدكتور (مجدى يعقوب).
واحتضانها لهؤلاء الشباب والشابات أعطى لهم فرصة الإبداع والابتكار، ومن بين الأقلام المتميزة قلم هبة باشا، وقلم حنان ابنة الكاتب الكبير مفيد فوزى، التى تتميز بأسلوب منفرد كوالدها.
- وعندما بلغت السن القانونية كان من الطبيعى أن يختار «الأهرام» خليفة لها بنفس القدر من الكفاءة والطموح، فاختار الصحفية أفكار الخرادلى وقد نجحت فى أن تجعل من «نصف الدنيا» لسان حال المرأة فى جميع المجتمعات، ورأينا على أيامها «نصف الدنيا» وهى تتربع على عرش الدنيا.
- وعندما وافتها المنية لم تجد مؤسسة «الأهرام» سبيلًا عن الاستعانة بالمدرسة الصحفية التى أسستها سناء البيسى فأتت بالصحفية الشابة أمل فوزى رئيسًا لتحرير «نصف الدنيا» ووضعت أمل يدها على المشكلة التى تسببت فى انخفاض التوزيع وهى رداءة الورق الذى تطبع عليه «نصف الدنيا» فنجحت فى أن تعبر هذه المشكلة بالضغط على عبدالمحسن سلامة، وكان وقتها رئيسًا لمجلس إدارة «الأهرام»، وبدوره لجأ إلى المهندس عبدالصادق الشوربجى، رئيس الهيئة الوطنية للصحافة، والشهادة لله أنه أيد مطلب أمل فوزى فى طباعة «نصف الدنيا» على ورق كوشيه، وأصبح لها قيمة عند القراء وتفوقت على المجلات النسائية المصرية والعربية باحتضان الشوربجى للعمل الناجح.
- وتترك أمل فوزى «نصف الدنيا» بعد أن أصبح لها بصمة مشرفة على صدرها، وتأتى إدارة «الأهرام» بمروة الطوبجى رئيسًا للتحرير فيكون اهتمامها بإصدار الأعداد الخاصة.. مروة كانت محبوبة من جميع فريق العمل، الفجيعة التى أصابت محررى ومحررات «نصف الدنيا» أنه عند إعادة تشكيل رؤساء تحرير الصحف والمجلات فوجئ فريق العمل فى «نصف الدنيا» بقرار تحويل «نصف الدنيا» من شهرية إلى ملحق شهرى داخل مجلة البيت، مع أن الجميع كانوا يتوقعون أن مجلة البيت هى التى يجب أن تكون ملحقًا شهريًا داخل «نصف الدنيا» المجلة الأم.
- على أى حال ليس عندى اعتراض على قرار الهيئة الوطنية للصحافة،التى يرأسها رجل محترم مهمته أن يحول الخسائر إلى أرقام، وعلى حد تعبيره أنه اكتشف ارتفاع حجم الخسائر بـ«نصف الدنيا»، ولذلك اتخذ هذا القرار.
- الكرة الآن فى ملعب رئيس مؤسسة «الأهرام» الكاتب الكبير الدكتور فايز فرحات، وفى يده عودة «نصف الدنيا»، والشهادة لله أن الرجل محبوب من الجميع، وأؤكد أنه يتابع الموقف ولن يخذل الكوادر الشابة التى ترعرعت فى عصر البيسى، ولن يبخل بأن يجد بصيصًا من الأمل بإعادة «نصف الدنيا» إلى حالتها بالإصدار الشهرى.
- ومن جانبى أحيى المهندس عبدالصادق الشوربجى الذى يدعم الكفاءات ولا يبخل عليهم فى «نصف الدنيا»، الذين كانوا من صناعة سناء البيسى، وعلى ما فهمت أن الهيئة الوطنية للصحافة تنوى تكريم سناء البيسى شخصيًا.
- إن أبناء وبنات مدرسة سناء البيسى يترحمون على أيام الزمن الجميل، عندما كانت سناء تجتمع بهم اجتماعًا أسريًا، وتستعرض عمل كل منهم وتحنو على الجميع بالحب وليس بالإساءة. وسناء لم تكن محبوبة فى «نصف الدنيا» فقط بل كانت محبوبة على مستوى مؤسسة «الأهرام» بالكامل إلى يومنا هذا.