بقلم - صبري غنيم
- فعلا أصبح عندنا حكومة إلكترونية، فأصبحت الخدمات تقدم للمواطن إلكترونيا فى الشارع المصرى.. هل كنا نتصور أن تنتقل أجهزة المرور إلى الميادين وتقوم بتجديد رخص السيارات وإصدار الرخص الجديدة، فقد كان صاحب المركبة يذهب بها إلى المبنى المركزى لإدارة المرور، وهو ونصيبه، إذا أمكن إنهاء معاملته فى نفس اليوم أو يتردد اليوم التالى، لكن بالخدمة الإلكترونية أصبح المواطن يأخذ حقه فى نفس اليوم.
وطالبت رؤساء الأحياء بتوعية المواطنين فى أحيائهم بالمراكز الإلكترونية الجديدة، التى حددها المرور فى الشارع المصرى، فالمرور اختار أقرب المناطق للمواطنين، وهى الميادين المعروفة حولهم، وأصبح المواطن يقود سيارته من بيته إلى الميدان، وفى أقل من ساعة تصبح معه بطاقته الإلكترونية، لأن تلك المراكز ليس عليها ضغط أو طوابير كبيرة.. شىء يفرح أن تخرج من بيتك بسيارتك وتذهب إلى أقرب ميدان لك، وتجد سيارات إدارة المرور بموظفيها وضباطها فى انتظارك ليقدموا لك خدمة مرورية فى الحال.. هذه هى الخدمات الإلكترونية التى وفرتها الحكومة للمواطنين.
- كون أننا فى العقود السابقة نفتقد العقلية الإلكترونية، فالحمد لله أنه بتوجيهات السيد الرئيس فى حكومة رئيس الوزراء، مصطفى مدبولى، أصبحت الحكومات تتسابق فى تقديم خدماتها إلكترونيا للمواطنين، سواء كانت خدمة فى المرور أو خدمة فى التأمينات، هذه هى الحكومة الإلكترونية التى اهتمت بها حكومة «مدبولي».. قبل أن ينتقل الجهاز الحكومى إلى العاصمة الإدارية، فقد قطعت الحكومة الطريق على أصحاب الشكاوى، وغدا لا نسمع مواطنا يشكو أن إدارة المرور التى كان يتعامل معها انتقلت إلى العاصمة الإدارية، فالعاصمة الإدارية ما هى إلا مركز ريادى للجمهورية الثالثة، وهى الأم للجهاز الإلكترونى فى جميع أنحاء الجمهورية.
- فعلا الجمهورية الثالثة تأتى بخصائص جديدة كان المواطن المصرى محروما منها، فقد تعود فى العقود السابقة على الزحام، وكان عليه أن يستخدم كل الحيل لإنهاء معاملاته فى نفس اليوم، إما بالرشوة أو يتخطى الدور بالفهلوة.. الحكومة الإلكترونية قضت على من كان معروفا بالرشوة، وأوجدت الكرامة لكل مواطن، فأصبح كل مواطن يأخذ حقه تلقائيا دون واسطة ودون فهلوة.. شكرًا للدكتور مصطفى مدبولى الذى يتابع بنفسه عمل الحكومة الإلكترونية.
وأكيد سيأتى اليوم الذى يتعامل المواطن مع الكمبيوتر وسيجد عليه قائمة بأسماء الجهات الحكومية التى تتعامل إلكترونيا، وهذا هو المطلوب، فإذا نجحنا فى هذا فنستطيع أن نقول إننا أصبحنا جزءا من أوروبا نتعامل إلكترونيا فى جميع تعاملاتنا مع الدولة.. اليوم يستطيع أى مواطن أن يتخذ تذكرة طائرته عبر الإنترنت، وأن يحدد موقعه ومسار رحلته على الطائرة إلكترونيا، منذ مغادرته حتى عودته.
فالخدمة الإلكترونية أصبحت غير مقصورة على الخدمات العامة فقط، بل امتدت إلى العمل المصرفى، فاليوم البنوك فتحت باب الخدمة الإلكترونية فأصبح العملاء يتعاملون مع البنك من منازلهم فى السحب أو الإيداع، وإن كانت مثل هذه المعاملات تحتاج إلى الدقة حتى نقطع الطريق على أى قرصنة خارجية تقفز على حسابات العملاء، ويكون العميل هو السبب فى عدم التزامه بالخطوات الإلكترونية التى يحددها له البنك.. فالبنك يهمه خدمة العميل، لذلك يضع قواعد لحمايته من المخاطر.. ونحمد لله أن بنوكنا فى مصر قوية ولا يستطيع أحد اختراق حسابات العملاء مهما كانت عبقريته.