بقلم - صبري غنيم
شىء يفرح أن تحقق بنوكنا أرقامًا خيالية من المليارات فى نهاية الأعوام المالية مع أننا نحلم أن يكون لدينا مجموعة من المصانع المصرية تحقق نفس الأرقام وحينها سوف تحدث انفراجة كبيرة فى اقتصادنا، المهم أن يكون لنا منتج صناعى يحمل اسم مصر نقوم بتصديره سنويا.
الشىء الذى يدهشك أن معظم هذه البنوك مصرية، أما البنوك العربية التى تعمل على أرض مصر فالذين يديرونها قيادات مصرفية مصرية، على سبيل المثال بنك البركة والذى يرأسه على حد وصف عمدة القطاع المصرفى الأستاذ الدكتور «فاروق العقدة» نجم التجزئة المصرفى «حازم حجازى» قد نجح فى أن يحقق فى نهاية العام الماضى صافى أرباح بقيمة ٢ مليار جنيه وبلغ صافى الدخل من العائد ٤ مليارات جنيه نهاية عام ٢٠٢٣ يليه بنك التعمير والإسكان حقق صافى أرباح تجاوز ٦ مليارات جنيه، وهذا البنك يرأسه الاقتصادى المصرى «حسن غانم» قد نجح هذا الرجل فى أن يجعل منه بنكًا منافسًا لبقية البنوك الحكومية، يقترب الآن من بنك القاهرة فى تحقيق نمو ملحوظ فى كافة قطاعات الأعمال، فقد نجح «طارق فايد» رئيس مجلس إدارة بنك القاهرة فى أن يحقق صافى أرباح نحو ٥٧٪ تجاوزت الـ ٤ مليارات ونصف المليار جنيه، وبالتالى ارتفع صافى الدخل من العائد ليسجل ٧.٥ مليار جنيه.. فاستمرار البنك فى تحقيق نتائجه المتميزة يؤكد كفاءة ومرونة السياسات والإجراءات التنفيذية التى ساعدت البنك فى تحقيق أهدافه التوسيعية.
أما بنك قطر الوطنى فقد تجاوزت صافى أرباحه ١٦ مليار جنيه فى العام الماضى، وقد دخل البنك الزراعى المصرى منافسًا فى قطاع البنوك وفى عهد رئيسه «علاء فاروق» أصبح البنك على قمة البنوك الحكومية فى زيادة معدلات النمو إذ بلغت محفظة القروض وحدها ٧٨ مليار جنيه وبلغ عدد العملاء المستفيدين من هذه القروض ٥٤٣١٧٧ عميلًا.
هذه مؤشرات تؤكد سلامة الخطوات والتيسيرات داخل القطاع المصرفى المصرى، وتؤكد نجاح العقلية المصرية فى إدارة اقتصاد البلد وأن قطاعنا المصرفى يحقق هذه الأرقام من المليارات معناه أننا قادرون على أن نعبر أزمتنا الاقتصادية عندما نهتم بالصناعة المصرية ويصبح لنا منتج صناعى باسمنا فى الخارج.. هذا هو ما أنتظره من رجال الأعمال المصريين.
مصر تستطيع أن يكون لها منتج صناعى يدر عائدًا من الدولارات يدخل فى سلسلة أرقام المليارات التى تحققها البنوك المصرية لذلك أقول إذا كانت الحكومة تفرح اليوم بمشروع «رأس الحكمة» فتستطيع أن تفرح غدًا عندما يصبح لها منتج صناعى مصرى فى الخارج، ولهذا أقول لا نسكت لمجرد أننا نملك اتحاد الصناعات المصرية، ويضم عباقرة المصريين فى الصناعات ومنحتهم الحكومة الرخصة الذهبية.. نتمنى أن تصبح الرخصة الذهبية على منتج صناعى فى مصر ونقوم بتصديره للخارج ونحن لا ننقل عن الدول الإفريقية التى تخصصت فى تصنيع مستلزمات التكنولوجيا.
صحيح مصر نجحت فى صناعة التليفون المحمول ولكن حتى الآن لم نجد الثمار من وراء تصنيعه، لاتزال دولة صغيرة مثل تايوان تقوم بتصنيع معدات التكنولوجيا وتقوم بتصديرها إلى أوروبا