بقلم - صبري غنيم
صدق شيخ وعمدة المصرفيين فى مصر، محافظ البنك المركزى السابق الدكتور فاروق العقدة، عندما أطلق على حازم حجازى لقب إمبراطور التجزئة المصرفية، على اعتبار أنه هو الوحيد فى مصر الذى ينفرد بالخبرة والذكاء فى التجزئة المصرفية، منذ أن قام بتطوير منظومة فروع البنك الأهلى.. كان لفروع بنك القاهرة نصيب أيضًا فى التطوير يوم أن عمل نائبًا لرئيس بنك القاهرة، والآن بعد أن نجح أصحاب مجموعة بنك البركة- مصر فى اختطافه من بنك القاهرة، ليتولى موقع الرئيس التنفيذى ونائب رئيس مجلس الإدارة للبنك فى القاهرة، وكان أول عمل له فى موقعه الجديد التيسير على المستثمرين، خاصة كبار عملاء البنك فى سداد مديونياتهم مع دراسة حالة كل مستثمر، بعد أن رفض فكرة الحجز على أدوات الإنتاج، سواء كانت مصانع أو أصولًا ثابتة، لأنه يرى دعم المستثمر يزيد من الإنتاج، المهم لا تتوقف المصانع، لأن الاستثمار الحقيقى هو خلق فرص عمل للعمالة المصرية، وهذه هى حسنات التجزئة المصرفية أن تساند المستثمر فى دفع عجلات الإنتاج وعدم الاقتراب من مصانعه، على اعتبار أن هذه المصانع هى بيوت للعمالة المصرية.. وأن الذى يديرها أصحابها وليس البنوك.
- ما من شك أن دعم المستثمر فى هذه الظروف جاء تحقيقًا لمبادرة الرئيس عبدالفتاح السيسى فى القضاء على ظاهرة المستثمرين المتعثرين مع البنوك.. الرئيس طلب من البنك المركزى التدخل وتوسيع طاقة النور لهؤلاء المستثمرين، وعلى حد تعبير الدكتور محمد خميس شعبان، أمين عام اتحاد المستثمرين، رئيس جمعية مستثمرى أكتوبر، فإن مبادرة المتعثرين التى أعلن عنها السيد الرئيس مفيدة وجريئة للصناعة الوطنية.
- الخطوة الجريئة التى اتخذها حازم حجازى كانت طاقة نور فى تفتيت مديونية المتعثرين للبنوك، وبالتالى ترفع عبئًا كبيرًا من على كاهل الصناعة المصرية وتشجع المتعثر فى زيادة الإنتاج، والشهادة لله أن البنك المركزى عندما تبنى مبادرة الرئيس السيسى فى دعم المستثمرين طالب جميع البنوك بالتنازل عن جميع القضايا المتبادلة فى المحاكم فور بدء الحوار مع العميل، وهذه السياسة هى التى اتبعها حازم حجازى مع عدد كبير من كبار المستثمرين، الذين أتيحت لهم فرصة سداد ٥٠٪ من مديونياتهم مع التزام بجدولة الديون المتبقية عليهم، فى حين أن القانون أعطى لحجازى حق الحجز على ماكينات الإنتاج، إلا أنه رفض أن يستخدم هذا الحق على اعتبار أن البنك من مهام عمله تحريك عجلات المصانع نيابة عن صاحبه، فماذا يستفيد البنك لو قام بالحجز على أدوات الإنتاج؟ وكون أن يساند المستثمر فى أن يتخطى توابع الدين وينفض عن كاهله الأضرار المترتبة على إجراءات الحجز ويفتح شهية المستثمر فى التشغيل والتسويق، فقد نجحت هذه السياسة، وأصبح لدى كبار المستثمرين حالة انتعاش بعد جدولة ديونهم وسداد الأقساط بصفة شهرية.
- حازم حجازى يقول إنه يريد أن يجرى الحوار مع المستثمر الذى لديه استعداد فى سداد مديونياته بالتقسيط.. «حازم» لا يريد المستثمر «الحدق» الذى يتذاكى فى الحوار مع البنك بغرض المماطلة فى التسوية، لأنه يرى أن المال ليس ماله، فهو مال البنوك.