بقلم - صبري غنيم
الناس ومعهم وزيرة السياحة فاهمين غلط.. للأسف فاهمين إن السياحة عندنا مضروبة بسبب الإرهاب، مع أن دولاً كثيرة تتعرض لعمليات إرهابية أكثر منا بشاعة ومع ذلك السياحة فيها لم تتوقف، وإحنا لم نكلف خاطرنا لمعرفة الأسباب عن تدفق السياحة إليهم مع أن ظروفهم متشابهة معنا.. وقد نكون أفضل منهم في توفير الأمن والأمان للسائح الذي يزورنا، وللأسف لا نجد تدفقا من السياح علينا كما يحدث في تونس وتركيا.. هذه البلاد يطولها الإرهاب بنفس السيناريو الذي يطولنا ولم يتوقف إقبال السياح إليهم.. ليس حبا في الحاكم ولا من أجل عيون أردوغان، والمصيبة الذين يتوافدون ليسوا سياح روسيا وحدهم، بل يتزايد اليابانيون المعروف عنهم أنهم أكثر السياح الذين يتمتعون بقوة شرائية، ومن يتابعهم في لندن أو باريس يراهم يتدفقون علي محلات الماركات العالمية للشنط »السنييه» ويقفون أمام هذه المحلات في طوابير طويلة قد تخرج إلي الشوارع لشراء الشنط السنييه الحريمي وقد يدفعون في الواحدة ما يزيد علي ٢٠ ألف استرليني أو يورو..
- الذي يؤلم أن السائح الذي يزورنا هو الروسي، ويأتي إلي شرم الشيخ أو الغردقة »بتلاتة تعريفة» يعني من خلال برنامج مخفض جدا جدا لا يحقق ثمن الغرفة ولا وجبات الطعام، ومع ذلك نموت عشقا فيه ولا حديث لنا إلا عن متي تعود السياحة الروسية إلي شرم الشيخ.. مع أنهم لا يشكلون دخلا لنا إلا في عدد الليالي السياحية.. وهذا يدعوني إلي أن أسأل وزيرة السياحة الشابة رانيا المشاط.. لماذا نبكي علي السياح الروس.. ولا نبكي علي السائح الألماني والإيطالي والياباني.. أكيد فيه حاجة غلط ولا تقولوا الأمن لأن مصر آمنة والعالم يعرف هذا جيدا، بدليل أن دولا كثيرة رفعت الحذر عنا ومع ذلك لم نسمع عن الوفود التي قاطعتنا قد عادت.. هل السبب تجاهل هيئة تنشيط السياحة لوكلاء السياحة في الخارج..
- من يومين كنت في زيارة إلي أسوان بغرض الاستجمام، آلمني جدا حالة المطار، فلا حياة ولا حس ولا حركة داخله، الاتوبيس الذي حملنا من المهبط إلي صالة الوصول سيئ جدا جدا، المقاعد كأنك تجلس علي ألواح خشبية »ناشفة» مجلدة بالبلاستيك البيج.. قاعة الوصول خالية من البشر حتي أفراد الأمن بسبب غياب الحركة داخله، وفي التاكسي سمعت العجب.. قال لي سائق التاكسي إننا كمصريين السبب في تطفيش السائح بسبب جهل قلة من سائقي التاكسيات والحناطير في استغلالهم للسائح، بالإضافة إلي انتشار المتسولين ومطاردتهم له بطريقة مملة ومزعجة والاسم عندنا شرطة سياحة.. والمسئولون لا سؤال لهم إلا عن متي تعود السياحة..
- بصراحة كان في داخلي غيظ وأنا في طريقي للمحافظ اللواء مجدي حجازي محافظ أسوان، فقد كانت زيارتي له خارج البرنامج، الذي دعاني لزيارته أنني سمعت عن هذا الرجل كلاما طيبا.. يكفي أنه حقق إنجازات لمشروعات كانت متوقفة من عشرات السنين ولم تستكمل، جلست معه ما يقرب من ساعة، اكتشفت في اللواء مجدي حجازي أن قدراته هي قدرات واحد من أبناء المدرسة العسكرية الذي يعطي ولا يطنطن، وأن الحديث معه عن الإنجازات أثلج صدري ويستحق مساحة أخري وأنه غير مسئول عن سلبيات السياحة في محافظته وعندنا وزيرة للسياحة.. في رأيي زيارتها إلي أسوان وتبادل الحوار مع محافظها سيجعلها قريبة من مشكلة السياحة علي الأقل تعرف الأسباب.. كيف يدخل علينا موسم سياحي في أسوان بلا سياحة.. مؤكد في حاجة غلط..
- لذلك، أطالب هيئة تنشيط السياحة بأن يكون لها دور في رفع ثقافة الشارع المصري سياحيا قبل التسويق، لماذا لا تقوم بعمل دورات توعية لجميع المشتغلين في السياحة من سائقين وعمال ومرشدين.. إذا كنا فعلا عايزين سياحة.. علي الأقل نكون مثل غيرنا ونعرف كيف يعاملون السائح في تركيا وتونس.. مرة نكون علي مستوي المسئولية، ولا نرمي بحملنا علي الدولة
نقلا عن الاخبار القاهريه