بقلم - صبري غنيم
فجأة، خرجت علينا إدارة مطار هيثرو بلندن بأنها لم تعد قادرة على استقبال الرحلات الأجنبية القادمة إلى لندن، بسبب نقص العمالة فى الخدمات لديها. والغريب أنه بدلًا من أن تعيد حساباتها وتفتح الأبواب لاستقبال عمالة إضافية، طلبت من شركات الطيران العالمية، ومن بينها مصر للطيران، توقف الرحلات القادمة إلى لندن.. بالله عليكم أى منطق يقول هذا، مع أن التعامل بين هذه الإدارة والشركات بعقود عالمية.. الذى أعجبنى فى مصر للطيران أنها لم تستسلم لتعليمات إدارة هيثرو، وكون أن تلغى رحلاتها إلى لندن معناه مد إقامة المصريين العائدين إلى الوطن وإرهاقهم ماديا، لأن إقامتهم فى لندن تكلفهم الكثير، فهناك أسر قد رتبت نفسها للعودة إلى القاهرة.. وفجأة ألغى الحجز وأصبحت تحت رهن الظروف حتى تستعيد إدارة هيثرو إمكانياتها فى تقنين الخدمة فى الرحلات العائدة إلى القاهرة.. تعظيم سلام للإدارة المصرية وعلى رأسها الوزير محمد منار عنبة، وزير الطيران، الذى رفض الاستسلام لإدارة هيثرو وأجبرها على استقبال الطائرات القادمة من القاهرة إلى لندن طبقًا لجدول التشغيل.. هذا القرار هو قرار مصرى مائة فى المائة، ويكفى أن صوتنا قد وصل إلى شركات الطيران العالمية الأخرى، الذين تضامنوا مع قرار مصر للطيران.. وفجأة، نرى الخطوط الإماراتية تعلن تمردها على قرار مطار هيثرو وتتقدم الصفوف وتلتزم بجدول التشغيل مع لندن، وفى هدوء تنسحب «تلحس» إدارة هيثرو قرارها، وتقوم بتكثيف الأيدى العاملة فى استقبال الطائرات أو ترحيلها.
- إن قرار مصر للطيران هو درس للأطراف المصرية التى تتعامل مع الشركات العالمية، فنحن المصريين صحيح أننا فراعنة، لكن نحترم أنفسنا ونحترم الاتفاقيات الدولية.. تحت يدى شكاوى كثيرة لركاب مصريين مقيمين فى إنجلترا، فوجئوا بإلغاء حجوزات عودتهم إلى القاهرة من الكمبيوتر.. معنى هذا أنهم مجبرون على تمديد الإقامة فى الفنادق.
- لقد علمت مؤخرًا أن وزير الطيران أصدر تعليماته لإدارة الحجز المركزى بعدم إلغاء عودة أى مصرى من لندن، وقد كلف كريم عبدالحميد أحد مسؤولى الحجز بالوزارة بمتابعة شكاوى الركاب وتقديم تسهيلات فى تأكيدات الحجوزات لهم، وطمأنة الركاب بأن رحلتهم باقية ولم تُلغَ.. وبالفعل، هذا ما ننتظره من وزير مسؤول يحترم راكب مصر للطيران ويحترم الحجوزات المسبقة.
- الآن فقط فهمنا لماذا مصر للطيران تفوقت بين خطوط منظومة ستار العالمية!.
- الشهادة لله، إن أوقات السفر والعودة فى مصر للطيران منضبطة، والفضل يعود للطيار عمرو أبوالعينين رئيس مجلس إدارة الشركة القابضة لمصر للطيران.. والشىء الوحيد الذى يشكو منه ركاب مصر للطيران هو عند وصولهم إلى مطار القاهرة وتدفق رحلتين أو ثلاث مع بعض، فإن إنهاء إجراءات ثلاث رحلات على سير حقائب واحد يؤخر استلام حقائب الركاب.. وللأسف، المحطات الخارجية لم تلتزم حتى الآن بفصل حقائب ركاب الدرجة الثانية عن ركاب الدرجة الأولى، فيصبح ركاب الدرجة الأولى ضحية للروتين، وقد يكون من سوء حظهم أن يتسلموا حقائبهم آخر ركاب بسبب تدفق حقائب أكثر من ثلاث رحلات فى وقت واحد فى سير مطار القاهرة.. هذه المشكلة تحتاج إلى حل سريع على الطبيعة ولا تحتاج إلى قرارات مكتبية، ولكن حل المشكلة على الطبيعة يضع يد المسؤول على موطن الخطأ.. ولو انتهت هذه المشكلة ستكون مصر للطيران الأولى فى خدمة الراكب سواء فى المغادرة أو الوصول.