بقلم - صبري غنيم
لو كانت الدول العربية لديها جيش عربى موحد لاستيقظ الضمير العالمى أمام إجرام إسرائيل فى قتل الأبرياء من أطفال وشيوخ.
- إسرائيل هذا الشبح المفترس لا يؤدبه إلا الإجماع العربى، الإجماع العربى لا يكون بالمناشدة أو بالاحتجاجات، لكن الإجماع العربى يكون فى قوة جيش عربى يمتلك جميع الأسلحة العالمية، سواء أمريكية أو صينية، على الأقل بلد مثل أمريكا لا تجرؤ أن تعلن عن تحرك حاملة طائرات للوقوف جانب إسرائيل، وساعتها ستعرف أن الجيش العربى الموحد سوف يتصدى لها ويتصدى لإسرائيل نفسها، للأسف إسرائيل تستغل التمزق العربى.
- أنا كمواطن أتمنى أن تسعى الدول العربية فى توحيد الصف العربى وتبتعد عن اجتماعات مجلس الدول العربية التى لا تثمر سوى بيانات عرجاء جوفاء لا تخيف ولا يقيم العدو لها وزنًا، فالعدو راح يصول ويجول أمام العالم، وفى حملات إجرامية ماتت فيها الضمائر يستغل قدراته فى قتل أبناء وأطفال ونساء لا يملكون السلاح للدفاع عن أنفسهم، تكفى المناظر المتوحشة التى عايشناها بالأمس عند قصف «مستشفى المعمدانى» وسط مدينة غزة حتى غرف العمليات وغرف الاستقبال سحقوها والعالم عن قرب من هذه الوحشية ولم تخرج دولة ببيان استنكار لهذه الوحشية.
- العالم التزم الصمت وأصيب بالخرس، يا لها من مأساة أخلاقية، ما كنا نتوقع أن الدول الأوروبية التى ساندناها فى مواقف كثيرة، تخذلنا ولا تخرج على إسرائيل حتى ببيان يقول لها عيب، يكفى وقفة العالم فى تصدى إسرائيل للمساعدات وعدم توصيلها للشعب الفلسطينى.
- أقسم بالله العظيم لو كنا نملك جيشًا عربيًا موحدًا ما كانت إسرائيل تجرؤ أن تطلق طلقة واحدة على الشعب الفلسطينى، وساعتها سنرى كل الدول التى ساندتها تؤيدنا فى دفاعنا عن الأبرياء، فعلا القوة تغلب البجاحة والفجور فإذا كانت إسرائيل قد فجرت وتوسعت فى التوحش والانتقام من الشعب الفلسطينى، فالعرب يستطيعون أن يعطوها درسًا قاسيًا، لا بمقاطعة البضائع الإسرائيلية كما كنا فى الماضى نتوحد فى مقاطعة البضائع الإسرائيلية، فلم يعد هذا مطلوبًا منا، لكن المطلوب أن نتوحد على قلب رجل واحد، وتكون عندنا العين الحمرة التى تسبب إرهابًا ورعبًا لإسرائيل.
- لذلك أقول الجامعة العربية يجب أن يكون لها دور فى تشكيل حلف عربى لجيش عربى موحد، ماذا لو خرج علينا أمين جامعة الدول العربية بهذا المشروع وطالب الدول العربية بأن تضع الأساسيات لبناء جيش عربى موحد كما كان يفعل المرحوم الزعيم «جمال عبد الناصر».
- إن التحالف الوطنى بين الجيوش العربية أصبح مطلوبًا فى هذه المرحلة بالذات، وهنا أقول للعالم عليكم أن تطلوا على إسرائيل، عندما تعلن الدول العربية عن تشكيل جيش عربى موحد ساعتها ستتراجع إسرائيل (وتكش ملك) وتعرف أنها ستواجه الدول العربية من خلال جيش قوى وأن حربها لا تكون مع شعب أعزل من السلاح، بل ستكون حربها مع جيش يعبر الدول العربية كلها، نحن نريد هذه المواجهة ولا نريد أن نبكى على اللبن المسكوب، نريد من يعمل لنا حسابا ويعرف قيمتنا كعرب نملك الضربة القاضية