بقلم - صبري غنيم
■ لابد أن نعترف بفشلنا فى برامج التوعية لتنظيم الأسرة حتى بعد أن أشركنا الرائدات الريفيات فيها على اعتبار أن ظاهرة انفلات العيار انتقلت إلى المرأة الريفية، وأصبحت الفلاحة تسعى إلى أن يكون لديها من طفل إلى ثلاثة دون أن تعرف أن ميزانية الدولة تتحمل سنويا ما قيمته نصف «مليون جنيه» عن كل طفل، ما بين حمايته من الأمراض وتوفير اللبن له، ثم توفير مقعد دراسى له فى المدارس، وهذه هى مأساتنا التى خرجت الدولة بها علينا فى المؤتمر العالمى الأول للسكان والصحة والتنمية، وهذا المؤتمر ليس المقصود به مصر وحدها، بل جميع الدول التى أصيبت بكثافة سكانية مثلنا.
■ نحن نعانى من الكثافة السكانية التى تأكل الأخضر واليابس، وأصبحنا نعانى من موجة الغلاء بسبب زيادة السكان، فالأسرة المصرية لاتزال تعيش فى الأفكار البالية (العيل يأتى ورزقه وراه)، وهذه النظرية خاطئة وتتعارض مع الشريعة الإسلامية، صحيح أن الله هو الرزاق الكريم، لكن الله سبحانه وتعالى طلب منا السعى وراء الرزق، فالأب أو الأسرة التى ترى مظاهر العزوة فى عدد الأطفال خاطئة، لأن الطفل لا يأخذ حقه الشرعى من الرعاية ولا التأسيس الصحيح، فكم من أطفال ولدوا ولديهم نقص فى الكالسيوم والصحة، ومصابون بلين عظام وتخلف ذهنى بسبب نقص الأغذية.
■ صدق الرئيس السيسى عندما قال بالأمس الأول فى المؤتمر العالمى للسكان والصحة والتنمية: «الإنجاب حرية كاملة صحيح، لكن إذا لم تنظم هذه الحرية فقد تسبب كارثة للدولة، مش موافق أن يكون فيه حرية مطلقة فى الإنجاب لناس قد لا تكون مدركة لحجم التحدى.. طيب ما هو فى النهاية الدولة المصرية بتدفع الثمن، نحتاج إلى 400 ألف مولود فقط سنويا»، مضيفا: «الزيادة السكانية فى مصر واحدة من أخطر القضايا، وسنصل إلى نحو 1.6 مليار نسمة فى إفريقيا خلال سنوات قليلة، وأشار إلى أن التغير سيحدث فى مصر عبر العمل سويا بوعى وفهم على تنظيم قدرات الدولة على عدد السكان.
■ وضع الرئيس، خلال حديثه بالمؤتمر، عدة مخاطر أمام الأسرة المصرية نتيجة النمو السكانى وحالة الانفلات فى إنجاب الأولاد.
■ وعندما يناشد الرئيس الأسرة المصرية بتجنب الانفلات السكانى فهو يعى المليارات التى تصرفها الدولة على هذا الانفلات، فالتوعية لابد أن تمتد إلى الريف المصرى بصورة واقعية وليس بصورة إرشادية، وكأن المرأة الريفية تتحدى هذه التوعية.. على الأقل لابد أن تكون هناك حوافز للمرأة التى تلتزم وتكتفى بطفلين عن ثلاثة، المهم أن تشعر بهذه الحوافز، وأن تكون قدوة لغيرها، ومن هنا نضمن نجاح التجربة والتزام المرأة الريفية بتنظيم النسل.. لكن المرأة التى ترى أنها تساعد زوجها فى إنجاب أكبر قدر من الأطفال لابد أن تحاسب، وعلينا أن نعدل القوانين، وما من مانع أن نطبق غرامات على الأم التى تنجب أكثر من طفلين.