بقلم - صبري غنيم
كون أن تدعو هبة السويدى الناس لدعم مستشفى أهل مصر لعلاج إصابات الحروق.. التجربة التي رأيتها بعينى تجعلنى أساندها وأحنى رأسى لها تحية وتقديرًا على هذا العمل الإنسانى، فلقد كانت سباقة في الاستثمار مع الله في توفير العلاج لكل مصابى الحروق حتى لو أكلت النيران أجسادهم.
التجربة التي رأيتها بعد حادث حريق الشاب «خليل ماهر خليل» فقد أشعلت صديقته النيران في جسده واختارت توقيتا صعبا وهو وقت مدفع الإفطار، وكان سكان العمرانية يجلسون خلف موائد الإفطار في انتظار مدفع الإفطار.. تسربت صديقته في صمت وانفردت به داخل ورشته وهى ورشة ألومنيوم وألقت عليه زجاجة «بيروسول» وأشعلت النيران في جسده انتقاما منه لأنه رفض الزواج بها ولسوء حظها لمحها بعض المارة في الطريق العام فأمسكوا بها واستدعوا شرطة النجدة وقاموا بتسليمها للشرطة.. أما المسكين فأخذ يصرخ والنيران مشتعلة في جسده حتى نجح أخوه في نقله إلى مستشفى المنيل الجامعى.. وفى الطوارئ حاول الأطباء استئصال بعض الأنسجة المحترقة في جسده على أمل إجراء بعض العمليات الجراحية وللأسف طبيب الطوارئ بحث له عن سرير في المستشفى ولكنه لم يجد أي سرير متوافر.
والشهادة لله أنا كمواطن عندما علمت بهذه المأساة أشرت عليهم بنقله إلى مستشفى «أهل مصر» الذي أسسته السيدة «هبة السويدى» وشرحت لهم هذه المأساة، الطبيب الاستشارى المسؤول عن الطوارئ في «أهل مصر» نصح بنقل المصاب بواسطة عربة إسعاف إليهم في المستشفى وأفهمنى أن استقبال أي مصاب في المستشفى وعلاجه مجانى ولا يخضع لأى شروط للقبول سوى الإصابات الحقيقية، التي لها آثار مؤلمة في جسم المصاب.
وفعلا تم نقله للمستشفى واستقباله وظل داخل غرفة العمليات حتى الفجر وأعلنوا أن حالته في خطر، فقد حاولوا إذابة الجلد المحترق مع أنسجة الجسم، ويبدو أنه كان أمرا صعبا ولكن لتوافر الإمكانيات والأجهزة داخل المستشفى أمكن إنقاذ الحالة بنسبة ٧٥%.
فعلا ما أجمل الاستثمار مع الله.. السيدة هبة السويدى بارك الله لها استثمرت مع الله في علاج الإصابات الحادة من الحروق وأصبح «أهل مصر» أول مستشفى في مصر يغطى إصابات الحرائق، وكم من العشرات كانوا نزلاء لديه بعد حوادث الحرائق التي كنا نسمع عنها سواء كانت حرائق في مصنع أو منزل، فضحايا الحرائق كثيرون وإصابتهم بشعة وتحتاج إلى رعاية خاصة ولذلك أناشد كل مصرى وكل مسلم أن يرسل وردة لكل العاملين بمستشفى «أهل مصر» ولو كانت قيمتها جنيهًا واحدًا.. هذا الجنيه هو سهم في الاستثمار مع الله سبحانه وتعالى ويتأكد أن الله سيضاعف قيمة هذا السهم بالعشرات. يكفى العناية الإلهية التي يحصل عليها المساهم في بيته وأبنائه، فالاستثمار مع الله نعمة وبركة من الله سبحانه وتعالى.
عن نفسى أسأل الله أن يكرم كل من ساهم ولو بطوبة في بناء هذا المستشفى أو إنقاذ مصاب.. وأناشد الوزير الإنسان الدكتور خالد عبدالغفار وزير الصحة أن يدعم هذا لمستشفى، فهو المستشفى الوحيد في مصر لإصابات الحرائق والذى يتلقى حالات كثيرة من مستشفى قصر العينى، وكلها حالات مجانية رغم أن علاج الحروق يحتاج إلى آلاف الجنيهات ولكن هبة السويدى- جزاها الله خيرا- نجحت في أن تدعم المستشفى بأجهزة غير موجودة في مصر وأدوية يحتاجها المصاب بالحريق.
نسأل الله أن يكتب السلامة للشاب «خليل ماهر خليل» بحيث يستكمل علاجه وينجح الأطباء في إزالة التشوهات التي غطت وجهه وجسده.
اللهم إنا نسألك أن تحفظنا وتحفظ أبناءنا من أي مصيبة يا رب العالمين