بقلم - صبري غنيم
- رحيلها كان مفاجأة لمحبيها ولرؤساء البنوك، فقد أبكت الجميع.. حيث شاءت إرادة الله أن تعود من العمرة وتقضى ساعات مع أسرتها وفى اليوم الثالث وقبل أذان المغرب تزفها الملائكة إلى بارئها وهى صائمة وعلى وضوء، فقد كانت تستعد لصلاة المغرب. وفى هدوء تغيب عنا تاركة الابتسامة التى عودتنا عليها وكأنها تقول لأفراد أسرتها: لا تحزنوا على فراقى فأنا فى طريقى إلى ربى سبحانه وتعالى اطلبوا لى الرحمة والمغفرة.. صحيح الصدمة كانت قوية على رفيق عمرها الدكتور حسن عتمان الأستاذ بجامعة المنصورة، وعلى المقربين منها وبالذات شريكها فى قاطرة النجاح فى البنك الدكتور أحمد جلال نائب رئيس مجلس إدارة بنك تنمية الصادرات، الرجل كان مصدوما وهو يتحدث عن عطاء السنين للفقيدة، وعن أول مليار حققته للبنك من سنتين، حيث كانت تستعد للمليار الثانى لكن لم يمهلها القدر، فقد تركت خطة عمل طموحة مع التطور الذى لحق بالبنك خلال هذه الأيام ليكون منافسا لباقى البنوك التجارية العملاقة.. وبعد الجنازة المهيبة التى حملت الفقيدة إلى مثواها الأخير، خرج الدكتور أحمد جلال ببيان لجميع العاملين بالبنك يناشدهم أن يكونوا على مستوى المسؤولية فى مضاعفة العطاء بالقدر الذى يتناسب مع تكريمها ويكون مساويا للحب الذى حظوا به على أيامها فى تحقيق الأمنيات التى كانت تتمناها بعد تغير الهوية المؤسسية للبنك. طلب نائب رئيس البنك من العاملين مضاعفة العمل، معلنا أن أى جهد يبذلونه هو تكريم لروح الفقيدة.
- أنا عن نفسى كنت فخورًا بأن يشارك محافظ البنك المركزى الاقتصادى الكبير طارق عامر فى عزائها، فقد كان متأثرا بوفاتها، حيث كانت الفقيدة تتمتع بتقدير خاص واحترام عنده كشخصية اقتصادية مصرفية ناجحة، ولذلك كان حريصا على أن يشارك فى واجب العزاء، حيث قضى ساعات طويلة حتى انتهاء مراسم العزاء فى مسجد الشرطة بالشيخ زايد.
- وهنا يحدث سباق بين رؤساء البنوك على صفحات التواصل الاجتماعى فى تعزيتها وتسجيل مشاعرهم، وتذكروا الحنين إلى السنوات التى تزاملوا معها فى العمل طالبين لها الرحمة والمغفرة، فقد كانت للراحلة تحالفات مصرفية فى المشاريع العملاقة، فقد كان لديها الشجاعة والجرأة والوطنية فلم تتردد عن تمويل مشروع عملاق للبلد، وقال عنها أحد مديرى البنوك: «لله ما أعطى ولله ما أخذ»، فقد كان يرى فيها الأيقونة التى أثبتت أن المرأة اقتصاديا عشرة على عشرة فى العمل المصرفى، وأطلق آخر على صفحته بالفيس بوك رسالة للراحلة رحمها الله وكان يعزى نفسه ويطلب الصبر لأهلها وأحبائها وزملائها، ثم تأتى رسالة يحيى أبو الفتوح نائب رئيس البنك الأهلى قائلا: «الإنسان سيرة. رحم الله الأخت الغالية الفاضلة المحترمة الشاطرة مرفت سلطان»، كما نعاها وزير قطاع الأعمال هشام توفيق على اعتبار أن هناك صلة قرابة بينه وبين أسرتها، فيقول: «تعاملت معها كمصرفية ممتازة وسعدت بتقليدها منصب رئيس بنك تنمية الصادرات منذ ٦ سنوات»، أما عن غادة غيث التى تمثل العمود الفقرى للمسؤولية المجتمعية للبنك والتى كانت أقرب شخصية للفقيدة، فقد كانت تقوم بترجمة مشاعرها الإنسانية فى ما يحتاج له البلد من أعمال فى التنمية، فهى تعلق على طوفان التعازى الذى استقبلته من رسائل على البنك، فتقول «الشكر واجب لكل من واسانا».
- الشهادة لله، لقد كانت مرفت سلطان واحدة من الشخصيات المؤمنات اللاتى اختصهن الله بالنورانية، حيث كانت تتمتع بنور ربانى.. رحم الله مرفت سلطان وأثلج صدور أسرتها، ويكفى أنها فرشت بيتها فى الآخرة بأعمال الخير التى كانت تستثمرها مع الله سبحانه وتعالى، فقد كانت وجهة مشرفة للمرأة المصرية فى العمل المصرفى.