توقيت القاهرة المحلي 21:07:13 آخر تحديث
  مصر اليوم -

من وحي ذكرى هجمات سبتمبر

  مصر اليوم -

من وحي ذكرى هجمات سبتمبر

بقلم: حمد الماجد

ونحن نمر بذكرى هجمات سبتمبر (أيلول) الإرهابية، كأنما يَزِنّ في آذاننا هدير الطائرات المدنية في سماء نيويورك وهي متجهة لتدمير برجي نيويورك الشهيرين، ورائحة الدخان المختلط بغبار الخرسانات المتهاوية على البشر تغطي الأفق، وقد بلغت القلوبُ الحناجر، وبدا الناس وهم يفرون من تهاوي ناطحات السحاب مفزوعين مرعوبين، وقد غمرتهم سحب الغبار الضخمة، وكأنهم يمرون بأهوال يوم القيامة، سكارى وما هم بسكارى.
لقد هُدمت أبراج نيويورك، وشُيدت بعدها أبراج من عدم الثقة بين العالمين الغربي والإسلامي، فتّتت أميركا أفغانستان، وقوضت دولة العراق، واحتلت الصومال، وطاردت فلول «القاعدة» في كل أنحاء كرتنا الأرضية وهاجمتهم وهاجموها، وفتحت سجون غوانتانامو سيئة الصيت، وشُيِّدت السجونُ السرية «التعذيبية» في دول «الحريات» الغربية، وأرسلت طائراتها بالطيار ومن دون طيار، تتعقب بها رموز «القاعدة» وتقتلهم، ونسخت «القاعدة» هجمات ما فوق الأرض في نيويورك، ولصقتها تحت الأرض في لندن في 7 - 7، لتعقب كل هذه الأحداث الجسام «استراحة» مستقطعة للإرهاب انزوت فيها «القاعدة» بعد حراك الثورات العربية، وخنست وظنت أميركا أن الإرهاب قد ولى زمانه، ففاجأها زخم للتشدد والإرهاب لم يكن في الحسبان: «داعش»، وما أدراك ما «داعش»، ومن دار في فلكه، ولوث جرثومته مخه. وُلدت حركات متشددة من رحم الثورات العربية، حتى صار البعض يقارن في حال «القاعدة» في أفغانستان قياساً بفظائع ووحشية ودموية «داعش» ومن دار في فلكهما.
وكأني بصامويل هنتنغتون، وفق ارتفاع مقياس الحركات الإرهابية وتأسيسها لدول واستيلائها على أسلحة متطورة وسيطرتها على مطارات وآبار نفط، يفرك يديه مستدلاً بها على صحة نظريته المثيرة للجدل «صراع الحضارات»، وأن هذا الصراع سنة كونية حتمية لا تداري حقيقتَها الساطعة تصريحاتُ السياسيين المنمقة ولا بيانات مؤتمراتهم الصحافية المزوقة.
من يتصور أن أميركا التي تنقب في حقائب المسافرين عن سكين مقص الأظافر، خشية اختطاف طائرة، فتتكرر أحداث 11 سبتمبر صارت، و«داعش» أوجها، تواجه خطر أن تهاجمها طائرات مدنية وحربية استولت عليها الحركات المتشددة في مطارات ليبيا والعراق؟ ومن يصدق أن أميركا التي كانت تتخذ بعد أحداث 11 سبتمبر موقفاً هجومياً من الإرهاب صارت تتخذ بعده موقفاً دفاعياً وقائياً؟ وصل حد أن تحذر شركات الخطوط الأميركية من المرور فوق أجواء «الخلافة الإسلامية» في العراق، حتى لا تصيبها نيران الأسلحة المتطورة التي وقعت في أيدي المتشددين، أو أوصلها لهم أطراف دولية مريبة.
صحيح أن دولة «داعش» تهاوت، ولم يتبق لها إلا جيوب محدودة معدودة، ولكن الصحيح أيضاً أن كل الحروب التي استهدفت حركات الإرهاب في آسيا وأفريقيا كانت تدمر الأغصان والأوراق، وربما الجذوع، ولكنها لم تمس جذور الإرهاب بسوء، بدليل أنها كلما هُزمتْ في بلد انتعشت في آخر.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

من وحي ذكرى هجمات سبتمبر من وحي ذكرى هجمات سبتمبر



GMT 23:29 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

نحو قانون متوازن للأسرة.. بيت الطاعة

GMT 23:27 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

نحن عشاق «الكراكيب»

GMT 23:25 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

التوت و«البنكنوت»

GMT 20:38 2022 الإثنين ,12 أيلول / سبتمبر

الصفقة مع ايران تأجلت... أو صارت مستحيلة

GMT 07:51 2021 السبت ,11 أيلول / سبتمبر

الملالي في أفغانستان: المخاطر والتحديات

إطلالات الأميرة رجوة الحسين تجمع بين الرقي والعصرية

عمان ـ مصر اليوم

GMT 00:02 2024 الثلاثاء ,03 كانون الأول / ديسمبر

انسجام لافت بين إطلالات الملكة رانيا والأميرة رجوة
  مصر اليوم - انسجام لافت بين إطلالات الملكة رانيا والأميرة رجوة

GMT 11:17 2024 الثلاثاء ,03 كانون الأول / ديسمبر

غضب صلاح من بطء مفاوضات ليفربول واهتمام من باريس سان جيرمان
  مصر اليوم - غضب صلاح من بطء مفاوضات ليفربول واهتمام من باريس سان جيرمان

GMT 11:23 2024 الثلاثاء ,03 كانون الأول / ديسمبر

نصائح قبل شراء طاولة القهوة لغرفة المعيشة
  مصر اليوم - نصائح قبل شراء طاولة القهوة لغرفة المعيشة

GMT 10:18 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25

GMT 09:22 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 06:00 2024 الخميس ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

العلماء الروس يطورون طائرة مسيّرة لمراقبة حرائق الغابات

GMT 09:43 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

GMT 20:12 2024 الخميس ,15 آب / أغسطس

عمر كمال يوجه رسالة مؤثرة لأحمد رفعت

GMT 10:00 2016 الأربعاء ,09 آذار/ مارس

إصبع ذكي يعيد حاسة اللمس للاصابع المبتورة

GMT 23:53 2016 الثلاثاء ,26 كانون الثاني / يناير

مصمم مغربي يطرح تشكيلة راقية من القفطان الربيعي لموسم 2016

GMT 05:09 2015 الإثنين ,28 أيلول / سبتمبر

توثيق ازدهار ونهاية مؤسس "داعش" أبو مصعب الزرقاوي
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon