توقيت القاهرة المحلي 20:18:05 آخر تحديث
  مصر اليوم -

الإلحاد بين التسويق والتشويق

  مصر اليوم -

الإلحاد بين التسويق والتشويق

بقلم: حمد الماجد

كانوا محقين أولئك الذين كانوا ينتقدون قناة «الجزيرة» بسبب مقابلاتها المطولة مع زعيم تنظيم «القاعدة» الإرهابي، فقد تحولت قناة «الجزيرة» حينها، بسبب صياغة الخبر وطريقة العرض وكثافة المادة الإعلامية، إلى قناة تسويقية دعائية لـ«القاعدة» ورمزها بن لادن، وسواء كان قصد «الجزيرة» التسويق لفكر بن لادن لحاجة في نفس يعقوب، أو أن مقصودها الإثارة الإعلامية والسبق الصحافي الذي تنشده أي وسيلة إعلامية، فإن المحظور قد وقع بالترويج لفكر هدَّام خطر، وجعلت من زعيم «القاعدة» رمزاً وبطلاً، ومَكَّنتْ لجراثيم الغلو والعنف أن تنتشر بقوة لتلوث عقولاً سليمة أو في أضعف الأحوال تجعل فكر الإرهاب يكسب مزيداً من التعاطف الذي يعتبر مرحلة ما قبل الإصابة بالجرثومة.
وهذا لا يقتصر على التسويق لفكر الإرهاب والعنف والتشدد فحسب، بل ينسحب على أي مواد إعلامية تسوق للانحلال الخُلُقي أو العقدي أو الفكري أو تفت في اللحمة الوطنية أو تعزز للطائفية أو القبلية أو المناطقية، فكما أن السواد الأعظم من العرب لن يقبل تحقيقاً إعلامياً موسعاً أو مقابلة تفصيلية مع المثليين، عن تجمعاتهم وطرائق تواصلهم وأساليب إقناعهم بسبب الخشية من انتشار فكرهم، فكذلك الحال مع الذين يتبنون أفكاراً مسمومة، سواء كانت إلحادية أو تقود إلى الإلحاد أو تشكك في الثوابت الدينية والوطنية.
إن خطورة التسويق الإعلامي لمن يحمل فكراً مشبوهاً أو وجهات نظر تهز الثوابت الدينية والوطنية لا تقتصر على البلبلة الشديدة التي تتركها، بل تتعداها لتخلق المناخ الملائم لتعزيز الفكر المتشدد وتكثير أتباعه ومعتنقيه والمتعاطفين معه، فلكل فعل ردة فعل، والتجارب البشرية تؤكد أن الغلاة من أقصى اليسار إلى أقصى اليمين يخدم بعضهم بعضاً، فالمتطرفون المسلمون مثلاً استفادوا كثيراً من اليمين المسيحي المتشدد الذي نفذ جرائم مساجد نيوزيلندا الإرهابية، فكانت ردة الفعل العنيفة في سريلانكا عبر جرائم إرهابية استهدفت عدداً من الكنائس، والعكس صحيح، فالجرائم الإرهابية التي ارتكبها مسلمون في عدد من الدول الغربية عززت مكانة اليمين الديني المتطرف سياسياً وإعلامياً وبررت لعدد من جرائمه، وقل الشيء ذاته عن ترويج الإلحاد وما يخدش السلم المجتمعي والوطني.
نعم هناك خيط رفيع بين التشويق الإعلامي وبث مواد إعلامية تنشر الجراثيم الفكرية والأخلاقية والعقدية، فالذي يجعل من التشويق الإعلامي أو الحريات الفكرية والدينية مبرراً لقبول مثل هذه المواد الإعلامية التي تفت في الوحدة الدينية والوطنية وتهز الثوابت وتسوّق للإلحاد أو الطرق المؤدية إليه، هو أيضاً سيجد مبرراً لقناة «الجزيرة» تغطيتها الإعلامية لرموز الجهاديين من قاعديين و«داعشيين» كما فعلت مع مقابلاتها الشهيرة مع أسامة بن لادن، وترويجها لفكر التشدد والإرهاب تحت بند الإثارة الإعلامية والتشويق ويندرج هذا على أي فكر مشبوه يهدد السلم المجتمعي عبر طروحات تخرم الوحدة الوطنية باسم الحريات والتشويق الإعلامي.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الإلحاد بين التسويق والتشويق الإلحاد بين التسويق والتشويق



GMT 08:51 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

أين نحن من المفاوضات الدولية مع إيران؟

GMT 08:50 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

المعرفة التي قتلت لقمان سليم

GMT 08:46 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

لقمان سليم وتوحش النظام الإيراني

GMT 08:44 2021 الأحد ,07 شباط / فبراير

4 مليارات ثمن 12 بيضة

الملكة رانيا تربعت على عرش الموضة بذوقها الراقي في 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 22:36 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

الأمير الحسين يشارك لحظات عفوية مع ابنته الأميرة إيمان

GMT 22:45 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

زينة تستعد للمشاركة في الدراما التركية

GMT 13:24 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

إطلالات أروى جودة في 2024 بتصاميم معاصرة وراقية

GMT 19:37 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

مروة صبري توجّه رسالة لشيرين عبد الوهاب بعد ابتزاز ابنتها

GMT 09:03 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

مدينة العلا السعودية كنزاً أثرياً وطبيعياً يجذب السائحين

GMT 10:20 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

إطلالات لا تُنسى لنادين نجيم في عام 2024

GMT 12:19 2018 الإثنين ,01 تشرين الأول / أكتوبر

مصر تحصد 31 ميدالية متنوعة مع ختام بطولتي الرماية

GMT 13:55 2018 السبت ,06 تشرين الأول / أكتوبر

الهلال يستضيف الزمالك في ليلة السوبر السعودي المصري
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon