توقيت القاهرة المحلي 20:55:35 آخر تحديث
  مصر اليوم -

«حماس» وغاية الدعم الإيراني

  مصر اليوم -

«حماس» وغاية الدعم الإيراني

بقلم - حمد الماجد

 

في كل ملحمة فلسطينية - إسرائيلية، وآخرها وأقواها وأخطرها وأشدها دوياً هجمات 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023 الحماسية، لا بد أن يطرح السؤال: لماذا تقدم إيران كلَّ هذا الدعم لـ«حماس» ومعها حركة «الجهاد الإسلامي»؟ بخاصة أن تطوراً تقنياً نوعياً طرأ على السلاح الذي استخدمته «حماس» في الهجمات التي أربكت إسرائيل وجعلتها كالذي يتخبطه الشيطان من المس، وعادة ما يردد قادة «حماس» السياسيون، أن الدعم الإيراني باعثه «صفاء النية»، وخالص لوجه الله تعالى؛ ديني عقائدي من أجل القدس وفلسطين، وهذه جدلية منخورة متهالكة، فالطائفية تتمترس خلف دعم القضية الفلسطينية لغاية دينية عقائدية، هذا صحيح، لكن في مسار مختلف تماماً، فإحدى الغايات الكبرى للطائفية الإيرانية هي التمدد المذهبي والسياسي والعسكري في العالمين العربي والإسلامي، وهذا لا يمكن للشعوب العربية والإسلامية قبوله، أو في أسوأ الأحوال غض الطرْف عنه إلا عبر شعارات إيران المخادعة في نصرة المقاومة الفلسطينية، وتحرير المسجد الأقصى واستعادة القدس.

وقد ساهمت الشعارات الإيرانية لتحرير فلسطين ومعاداة إسرائيل، وتسمية قوتها العسكرية «فيلق القدس»، في تعزيز تمدد إيران، وارتفاع شعبيتها، مستغلة أمرين؛ الأول حاجة «حماس»، وهي أكبر حركات المقاومة الفلسطينية، للدعم المادي، والثاني جفاء الدول العربية لهذه التنظيمات، لأنها امتداد لحركات الإسلام السياسي، بالتحديد حركة «الإخوان المسلمين» التي ولدت حركة «حماس» من رحمها، فنجحت إيران في استغلال هذه الخصومة، فسوَّقت لنفسها أمام الشعوب العربية والإسلامية بديلاً في دعم التنظيمات الفلسطينية المقاومة، من أجل إيجاد أرضية شعبية لقبول هذا البديل في الداخل الفلسطيني والعربي الإسلامي، تحت شعار القدس وتحرير فلسطين، وهذا ما ذكره القائد الغزاوي هنية: «حتى تظهر إيران أمام العالم العربي والإسلامي في مظهر الدولة التي تدعم وتساند القضية الفلسطينية وتحرير القدس».

وقد تحققت إحدى غايات النظام الإيراني من استغلال دعم حركات المقاومة الفلسطينية، وهي التبشير بالطائفية في الداخل الفلسطيني، وهو ما لم يستطع هنية نفيه حين سُئل عن تغيير عدد من أعضاء حركة «حماس» طائفتهم. وقد حققته إيران بصورة أوسع في اليمن، عبر تبشير جعفري ممنهج، واستطاع النهج الطائفي الإيراني عبر الحوثي تحويل آلاف الى الطائفة التي تعتنقها، فشيَّعت عشرات الآلاف في دول عربية وإسلامية سُنية بالكامل في أفريقيا ودول جنوب شرقي آسيا؛ حيث تستخدم إيران «تشييع» شعوب هذه الدول كـ«حصان طروادة»، لمواصلة تمددها السياسي والعسكري، كما حققته إيران في سوريا واليمن ولبنان والعراق.

وقد أنتج التغلغل الإيراني في حركات المقاومة الفلسطينية ودعمها، حركة «الصابرين»، التي تشيعت وانشقت عن حركة «الجهاد الإسلامي» وأسست «حسينية» في غزة، ومع أن «حماس» حلّت هذا التنظيم ذا اللوثة الإيرانية المذهبية وصادرت أسلحته واعتقلت أفراده، إلا أنها لم تعالج جذر المشكلة.

وقد نقلت قناة «فرانس 24» عن شيعي فلسطيني غزاوي، وهو المحاسب عبد الرحيم حمد، قوله «نحن تيار الشيعة في القطاع نعدُّ أنفسنا امتداداً للجمهورية الإسلامية الإيرانية، ولـ(حزب الله)، ونعدُّ أن هذه الجهورية مرجعيتنا»، هذه شرارة طائفية في نسيج سني فلسطيني كامل، ومعظم النار الطائفي من مستصغر الشرر.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

«حماس» وغاية الدعم الإيراني «حماس» وغاية الدعم الإيراني



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

الملكة رانيا تربعت على عرش الموضة بذوقها الراقي في 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 04:08 2024 الجمعة ,13 كانون الأول / ديسمبر

أوستن يبحث مع نظيره الإسرائيلي الأحداث في سوريا

GMT 10:04 2024 الأربعاء ,11 كانون الأول / ديسمبر

بلينكن يطالب بتأمين أي مخزونات للأسلحة الكيميائية في سوريا

GMT 05:32 2024 الخميس ,05 كانون الأول / ديسمبر

العملة المشفرة بتكوين تسجل مئة ألف دولار للمرة الأولى

GMT 00:04 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

«صاحبك راجل» يعيد درة للسينما بعد غياب 13 عامًا

GMT 20:31 2018 الأحد ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

التعادل السلبى يحسم مباراة تشيلسي وايفرتون

GMT 04:44 2018 الأربعاء ,19 أيلول / سبتمبر

رئيس الوزراء الباكستاني عمران خان يصل إلى السعودية

GMT 11:41 2018 الثلاثاء ,17 تموز / يوليو

شيرين رضا تكشف سعادتها بنجاح "لدينا أقوال أخرى"

GMT 09:36 2018 الأحد ,01 تموز / يوليو

دراسة تنفي وجود "مهبل طبيعي" لدى النساء

GMT 10:26 2018 السبت ,07 إبريل / نيسان

" لفات الحجاب" الأمثل لصاحبات الوجه الطويل
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon